1ـ الفطرة، أول دلیل على الطریق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
القیامة فی تجلیات الفطرة 2ـ حبّ البقاء

لندع کل شیء جانباً و لنستمع إلى النداء الذی ینطلق من باطننا، فهل هناک زمزمة عن الحیاة بعد الموت، هل هذه المسألة مطروحة لدى القلوب أم لا؟

لماذا إتجهنا فی البدایة إلى هناک؟

لا داعی لهذا التعطیل... لأنّ حوادث العالم ظهرت هناک سابقاً.

توضیح ذلک: کما تتألف روحنا من جهازین «تلقائی» و «غیر تلقائی» فإنّ القوانین الکبرى للعالم قد تبلورت فی مجالین; قوانین الخلق «التکوین» و قوانین التعاقد «التشریع» و کأنّ القوانین الأولى تشکل جهازنا الروحی التلقائی و الثانیة غیر التلقائی.

فقوانین الخلق تشق سبیلها دون إرادتنا و عزمنا و توجهنا، و هی على غرار أجهزتنا التلقائیة التی لا تکترث لإرادتنا، أمّا القوانین التشریعیة و ما یتعلق بالتربیة و التعلیم فهی تابعة لإرادتنا، و ممّا لاشک فیه أنّ کل قانون بصفته قانوناً سماویاً أوحی للنبی قد کانت له جذور فی الخلیقة و قد صودق من قبل مجلس الخلیقة، و الحقیقة هی أنّ هذین الجهازین هما الخیوط الأصلیة لنسیج الوجود، فهل یمکن لخیوط قماش أن تتضارب مع بعضها؟ قطعا لا. و إلاّ لما کان هناک قماش و لابدّ أن تکون مکملة لبعضها البعض للحصول على قماش جمیل، على سبیل المثال وجودنا فی هذا العالم دون علم یحیله إلى خواء لاروح فیه و لیس له من قیمة، و من هنا فإن عصب عالم الوجود تکاتف لیسوقنا نحو العلم والمعرفة.

فقد طرح بادىء الأمر حبّاً شدیداً فی أعماق روحنا بحیث لاینفصل عنّا لحظة من المهد إلى اللحد، فأحیاناً بمطالعة المجرّات و أخرى بما یجری فی المریخ و یوماً بخلایا أبداننا و آخر بأسرار أعماق البحار و المحیطات والغابات، والخلاصة إنّ هذا المحرک التلقائی لاینفک عنّا لحظة واحدة.

و الطریف إنّنا نشاهد فی التعالیم الدینیة شبیه ذلک تجسیداً لنداء الخلقة والفطرة: «اُطْلِبُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمَهْدِ اِلَى الْلَّحْدِ»(1).

و علیه فلیس فقط لأصل «التوحید» بل جمیع الأصول و الفروع وتعلیمات الأنبیاء جذور فی فطرة الإنسان و إنّ کافة و صایا الأنبیاء على کافة الأصعدة إنّما تربی الفطرة الإنسانیة و تنمیها، و هنا نخلص إلى نتیجة مفادها إننا إذا شعرنا بتعلق فطرتنا بشیء فلابدّ أن یکون لذلک الشیء وجوداً خارجیاً.

و الآن نعود لنرى جذور القیامة و نبحث عنها فی وجودنا:


1. نهج الفصاحة، الحدیث 367.

 

القیامة فی تجلیات الفطرة 2ـ حبّ البقاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma