الانحراف عن الفطرة و التخبط فی المتاهات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
المشی فی المتاهات خرافات مضحکة و مؤسفة!

عادة ما تبعث «الإلهامات الفطریة» الإنسان دائماً على شکل دافع تلقائی باتجاه مختلف المسائل التی تحتاجها روحه وجسمه، ولو لم تکن هذه الإلهامات فطریة، و أنّنا لا نکشف الأشیاء إلاّ من خلال الإختبار و التجربة والعقل لتعقدت أعمالنا بهذا المجال.

فالتنسیق و التعاون بین هذین الجهازین (الإلهامات الفطریة والکشوفات العقلیة و التجربیة) أدّى إلى هذه السرعة التی بلغها الإنسان فی

مسیرته نحو المدنیة و الکمال.

ولکن لاینبغی الغفلة عن أنّ الاستنتاج الصحیح من هذه الإلهامات الفطریة إنّما یتوقف دائماً على نمط تفکیر الإنسان و ما یدور فی ذهنه، یعنی لو کان هناک بعض الأفراد الذین یعیشون الضعف و العجز من حیث التفکیر و العلم فإنّ إلهاماتهم الفطریة ستبدو على هیئة منحطة و ناقصة وأحیاناً مقلوبة.

بعبارة أخرى: لابدّ من سقی شجرة الإلهامات الفطریة بماء العلم على الدوام لتؤتی أکلها کل حین، و إلاّ فإن تلک الإلهامات ستکون مشوبة بأنواع الخرافات و الأباطیل، و قد تعطی أحیاناً نتائج معکوسة.

و المثال الواضع الذی یمکننا الاستشهاد به فی هذا الموضع هو «الغریزة الجنسیة» التی تعتبر نوعاً من الإلهام الطبیعی والفطری «لحفظ النسل» والتی تدفع بالإنسان لحفظ نسله، ولکنّها إن إمتزجت بالأفکار الوضعیة والأخلاق المنحّطة، لأصبحت بؤرة فساد و فاحشة قاتلة للنسل، یعنی بالضبط یحدث عکس المطلوب، من جانب آخر فإنّ کافة أقوام العالم تضع بعض المقررات و القوانین لعقد الزوجیة بغیة عدم تزلزل نسلها بفعل الفوضى الجنسیة، و تصدع کیانها و نظامها الاجتماعی، إلاّ أنّ هذه المقررات والقوانین قد تکون على درجة من الصعوبة و التعقید التی تفرزها حالة ضیق النظر والتخلف الفکری بحیث تسوق الأفراد نحو مقاطعة الزواج و الإنغماس فی الفاحشة، و کلاهما یهدد قضیة حفظ النسل، و بناءاً على هذا فانّ الزعامة الخاطئة للغریزة الجنسیة إنّما تعطی نتیجة معکوسة فی حفظ النسل.

والقضیة کذلک بالنسبة للحاجات الروحیة والإلهامات الفطریة المتعلقة

بها، مثلا یبحث الإنسان ـ على ضوء إلهام فطری ـ عن خالق العالم، إلاّ أنّ قصر النظر و الجهل و التخلف الفکری قد یقذف به أحیاناً فی مخالب «التشبیه و القیاس» و ذلک لأنّ هذه هی سجیة محدودی الفکر حیث یجعلون أنفسهم محوراً لکل شیء فیقیسون کل شیء و یشبهونه بهم، و إثر هذه التشبیه و القیاس یقدمون على عبادة کل شیء سوى «الاله الحقیقی» من قبیل الحشرة المصریة إلى الفیل الهندی بصفتهما الإله الذی ینبغی أن یعبد على حدّ تعبیر المؤرخ المشهور «ویل دورانت».(1)

و الأعجب من ذلک ما أخبرنا به بعض المسافرین القادمین من الیابان أنّهم رأوا بأم أعینهم المعابد التی تضم الأوثان الصغیرة و الکبیرة التی تضم بعض الأصنام بصورة «آلات تناسلیة للرجل و المرأة» فیقوم البعض بعباداتها و أداء مراسم التقدیس لها!

و قد طبعت بهذه الأشکال قضیة المعاد و القیامة التی تبناها الإلهام الفطری لمساعدة الإنسان و مهد السبیل أمامه بهدف التوجه العقلانی لعالم ما بعد الموت، لأنّ إنعکاس شعاع هذا الإلهام الفطری من الزجاجات المعوّجة لأفکار الناس قصارى النظر أدّى إلى تفاقم الإنحرافات التی غیرت بالمرة وجه هذه القضیة.

و فی الواقع فإنّ التشبیه و القیاس المذکور جعل البشریة تعیش الخرافات العجیبة التی تفوق التصور و الخیال إزاء قضیة القیامة، فکان لابدّ من إیداع کافة أدوات الإنسان و وسائله التی یحتاجها فی القبر ظناً بأنّ الحیاة فی ذلک العالم هی عین هذه الحیاة على جمیع الأصعدة و النواحی.


1. تأریخ ویل دورانت، ج 1، ص 93.

 

المشی فی المتاهات خرافات مضحکة و مؤسفة!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma