الحقیقة هی أنّنا إذا أردنا أن نجسد شبح القیامة و نقارنه بوضع الحیاة فی هذا العالم، فإنّ أفضل طریق لذلک هو ما نفکر به حول الإنسان فی عالم الجنین والذی یبلغ العقل و الشعور ثم یفکر فی المراحل التی تعقب الولادة، فسوف یکتشف من خلال القرائن:
1ـ أنّ محیط الرحم محدود جدّاً و لذاته زهیدة و إمکاناته قلیلة و مدّته قصیرة مثل محیط هذا العالم إزاء العالم الآخر بعد الموت، فهو صغیر ومحدود وزهید و قصیر المدّة.
2ـ أنّ الفترة التی یعیشها الجنین هی فترة إستعداد و تأهب من أجل القدوم على محیط أوسع و أکبر کهذا العالم ـ لا أنّها فترة مثالیة مستقلة ـ فهی بمثابة الحیاة فی هذا العالم حیث تعتبر هذه الحیاة مرحلة إستعداد وتأهب لتلک الحیاة الخالدة فی العالم الآخر.
3ـ حیاة الجنین تنطوی على أنواع المشاکل و الویلات کالحیاة الدنیا فی هذا العالم إزاء الحیاة الآخرة مشوبة بمختلف الکدورات و المنغّصات.