قیامة الطاقة بعد موته

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
حرارة النار من الشمس! نقطتان مهمتان

إن إشعال عود الثقاب و الکوّر العظیمة التی تشعل بالأخشاب أو بالفحم الحجری تمثل کل منها إنبعاث و قیامة القیامة، کیف طرح القرآن هذه الحقیقة بعبارات قصیرة؟

الحدیث عن صور متنوعة للعودة إلى الحیاة فی هذا العالم و التی نراه بأعیننا أو نمر علیها بینما لا ندقق فیها.

القرآن الکریم من جانبه و بعباراته القصیرة البعیدة المعانی یدعو الناس إلى التمعن فی مظاهر القیامة المذهلة، و من ذلک تجدد حیاة الطاقة التی یفید ظاهرها الموت.

فقد أثبتنا فی البحث السابق بالأدلة الواضحة أنّ کافة الطاقات الموجودة على الأرض ـ سوى الطاقة النوویة ـ إنّما تستند إلى «ضوء الشمس»، فمثلا حین یحرق الخشب و الحطب و أوراق الأشجار الیابسة فإنّ الحرارة و الضوء المنبعث منها هو عبارة عن الحرارة و الضوء التی خزنتها تدریجیاً لسنوات طویلة من الشمس، و هی تفقدها الآن جمیعاً خلال لحظة واحدة أو عدّة ساعات و کأنّها قد جرت إلى عرصة القیامة، نعود الآن إلى القرآن الکریم لنرى کیف یبحث هذه المسألة. فقد ورد الحدیث ضمن

الآیات الأخیرة من سورة یس الآیة 80 مواصلة للبحث بشأن القیامة والمعاد: (اَلَّذی جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ ناراً فَاِذَا اَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ). و یالها من عبارة عجیبة رائعة! و ما ینبغی الإلتفات إلیه هنا هو أنّ لهذه الآیة کسائر الآیات القرآنیة عدّة معانی: بعضها «بسیطة» لیفهمها عامة الناس و فی کل عصر و مصر، و بعضها الآخر «عمیقة» للخواص، و أخیراً «عمیقة جدّاً» للنخبة من الخواص، أو للعصور و القرون القادمة (بالنسبة لزمان نزول الآیة).

المعنى الأول للآیة الذی أشار إلیه بعض قدماء المفسّرین هو أنّ العرب فی العصور القدیمة کانت تستفید من بعض أخشاب الأشجار الخاصّة مثل «المرخ» و «العفار»(1) التی تنبت فی صحاری الحجاز من أجل إشعال النار، فقد أشارت الآیة إلى اُولئک بالقول: أنّ الله القادر على الإتیان بالنار من الماء (فالقسم الأعظم من الشجر الأخضر هو الماء) قادر أیضاً على خلق الحیاة من باطن الموتى! أو لیس بعد «الماء» عن «النار» شبیه ببعد «الحیاة» عن «الموت»؟!

فمن یأتى بالنار من الماء، و یحفظ الماء فی جوف النار، لا یتعذر علیه إفاضة الحیاة على بدن الإنسان بعد موته.

و إذا تقدمنا أکثر نرى أنّ مسألة خاصیة إشعال النار بواسطة أخشاب الأشجار لایقتصر على تلک الأخشاب المعروفة بالمرخ و العفار، بل تلک الخاصیة موجودة فی جمیع الأشجار ـ و إن کانت تلک الأخشاب المعروفة تتصف ببعض الخصائص و المواد التی تجعلها أکثر إستعداداً لذلک العمل من غیرها ـ بحیث تولد النار إن دلکت بإحکام مع بعضها.

و لهذا السبب تحدث أحیاناً الحرائق الهائلة الواسعة فی الغابات دون أن یکون للإنسان أی دخل فیها، و لم تکن النار إلّا ولیدة الریاح التی ولدت إحتکاکاً بین أغصان الأشجار الیابسة فانبعثت منها، ثم أسهمت إستمراریة الریاح فی إتساع رقعة النار و إنتشارها، و هذه هی الجدحة الکهربائیة التی تظهر إثر الإحتکاک، وهی تلک النار الکامنة فی الواقع فی مرکز کافة ذرات کائنات العالم (حتى فی الأشجار و المیاه) و تبرز فی الظروف المعینة، فتنبعث «النار» من «الشجر الأخضر»!

یبدو هذا المعنى أوسع حیث یجسد لنا جمع الأضداد فی الخلیقة ویدل على البقاء فی الفناء.

أمّا التفسیر العمیق الذی توصلنا إلیه بفضل العلوم المعاصرة فهو عودة الطاقة المدخرة لضوء الشمس حین ترکیب السلیلوز النباتی (من الکاربون والاوکسجین و الهیدروجین) و التی تنبعث عند إحراق الخشب و الحطب وتحلیل السلیلوز و ترکیب کاربونه باوکسجین الهواء و هذا هو الضوء والحرارة اللطیفة التی تفیض الدفىء فی فصل الشتاء فی ذلک الکوخ وسط القریة وتضیئه، فقد قامت قیامتها، و هو یفقد الآن کل ما إختزنه من حرارة طیلة عمر دون أی نقص، بحیث لم ینقص منها حتى إشعال شمعة فی لحظة (علیک بالدقة).

لا شک أنّ هذا المعنى لم یکن متصوراً حین نزول الآیة من قبل عامة الناس، ولکن کما قلنا فإنّ هذا الأمر لیس مدعاة لأیة مشکلة، لأن لآیات القرآن عدّة معان تختلف باختلاف المستویات و تبعاً للإدراکات فی العصور و القرون المختلفة. فمن عاصر القرآن کان یفهم شیئاً منه، و تفهم الیوم نحن شیئاً أکثر من ذلک.


1. المرخ بالفتح و السکون و العفار بالفتح نوعان من الخشب یجعل الأول تحت الثانی فاذا دلکا خرجت منهما النار.

 

حرارة النار من الشمس! نقطتان مهمتان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma