خرافات مضحکة و مؤسفة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
الانحراف عن الفطرة و التخبط فی المتاهات نوافذ على العالم الآخر

إنّ هذا النمط من التفکیر الخرافی قد أفضى طیلة التاریخ إلى الأعمال المؤسفة و المضحکة أحیاناً.

على سبیل المثال کان سائداً بین أهل الکونغو دفن إثنتی عشرة فتاة جمیلة على قید الحیاة مع زعماء القبائل حین موتهم بهدف دفع الأسقام والسأم الذی یعانونه فى ذلک العالم.

أو أنّ بعض أهالی المکسیک کانوا یدفنون الفکاهی (أو ما یصطلح علیه بالفنان الکومیدی) مع رئیس القبیلة لیحول دون تکدر صفو خاطره فی تلک الدنیا، کما کانوا یأدون أحیاناً بعض الکهنة مع زعمائهم لیکونوا مستشاریهم فی المسائل الدینیة فی ذلک العالم!(1)

کما کانت بعض الأقوام إلى عدم دفن ثیاب الأموات و تعلیقها على شجرة لیقوم بارتدائها الأموات فوراً بعد بعثهم فلا یمتعظوا من العری!

أما تحنیط المصریین القدماء لأجساد الموتى فلیس له من فلسفة سوى الاستفادة من ذلک لجسد بعد عودة الروح، فقد کان التحنیط یتم بهدف الحیلولة دون تعفن جسد المیت و تفسخه، حیث کانوا یجففون جسد المیت ببعض المواد الکیمیایة المعنیة، فإذا جف الجسد بصورة کاملة غطوه بعدّة أشرطة کتانیة ملطخة بمواد صمغیة خاصة، و کان یلزم ذلک العمل مئات الأمتار من الکتان، ثم یضعونه فی توابیت خاصة، و أحیاناً فی عدّة توابیت أخرى و یرسمون بعض النقوش الرائعة على التابوت الکبیر. والجدیر بالذکر إن تحنیط الجسد قد یتطلب أحیاناً سبعین یوماً! طبعاً لم یقتصر التحنیط على مصر، إلاّ أنّ المصریین برعوا فی هذا العمل بحیث تشاهد الحنوط المصریة بوضوح الیوم فی المتاحف العالمیة و قد بقیت هذه الحنوط على صورتها السابقة دون أن یعتریها أدنى تغیر رغم تقادم العصور و الأزمان على تلک الأجساد المحنطة.(2)

کان أهل المصر یغطون جدران المقابر بالصور التی تشرح الأعمال الیومیة للشخص المیت و خدمه و شغله فی الدنیا، فمثلا فی زاویة من الصورة نشاهد العمّال الذین یخبزون الخبز أو الذین یریقون الشراب والخمر فی الآنیة، و فی موضع آخر الخدم الذین یذبحون الشاة أو البقرة أو الذین یخرجون الأسماک من النهر، و فی مکان آخر یحلبون البقر ویطبخون الطعام.(3)

و کأنّهم أرادوا الإبقاء على سرور أرواح الأموات من خلال تجدید ذکریاتهم الماضیة.

فکل هذه الأمور تشیر إلى أنّ أتباع العقائد المذکورة کانوا یرون الإنتقال إلى العالم الآخر بمثابة الأسفار فی هذه الدنیا التی ینبغی أن تشمل کافة تفاصیل ومقررات هذه الحیاة.

و الواقع یبدو هذا الموضوع أشبه بالطفل الذی یلد من رحم أمّه و کأنّه یعلم بلوازم السفر خارج الرحم فیصطحب معه مقداراً من الدم فی جوف الرحم بهدف عدم الموت جوعاً بعد القدوم إلى هذه الدنیا، فهل هذا الاسلوب من التفکیر صحیح؟!.

لکن و على کل حال فإنّ وجود مثل هذه الخرافات و الإنحرافات إن دلّت على شیء فإنّما تدلّ على إمتزاج الإلهام الفطری بالجهل و عدم التعقل، وفی نفس الوقت فإنّه یختزن حقیقة تتمثل بإیمان البشر بالقیامة على ضوء الإلهام الباطنی، و إن إتخذ هذا الإیمان طابع الخرافة بفعل قصر النظر وضیق الأفق.


1. دائرة المعارف للقرن العشرین، ج 1، ص 39
2. الرسالة الثقافیة، ج 14، ص 1393
3. آلبرماله، تأریخ أقوام الشرق، ج 1، ص 46

 

الانحراف عن الفطرة و التخبط فی المتاهات نوافذ على العالم الآخر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma