العالم فی عین فرخ!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
القیامة ردود على الألغاز القیامة فی الکتب السماویة

نرید أن نتعرف على مفهوم الحیاة و الماضی و المستقبل و کذلک عالم الوجود من زاویة نظر «فرخ» لم یخرج لحدّ الآن من البیضة و یرى العالم: «آه! یاله من سجن صغیر، لا أستطیع تحریک یدی و رجلی...

لا أدری لم خلقنی خالق العالم لوحدی، و لم خلق الدنیا بهذا الصغر والضیق، ماذا ینفعه سجن وحید، و ما عساه أن یحل مشکلة؟

لا أدری مم صنع جدار هذا السجن، کم هو محکم و أصم لعل سرّ ذلک عدم سرایة موج العدم المخیف من خارج هذا العالم إلى داخله، لا أدری....

آه! لقد نفد غذائی الرئیسی من الصفار (المح) تماماً و الآن أتغذى على الزلال، و لعله سینفد سریعاً فأموت جوعاً و تنتهی الدنیا بموتى، یاله من عبث ولغو و دون طائل خلق هذا العالم مع ذلک فهو یستحق منّی الشکر، فقد منحنی العزّة حیث خلقنی وحدی و أنا صفوة العالم!

قلبی هو مرکز هذا العالم و أطراف بدنی هی شماله و جنوبه و شرقه وغربه!... إنّی لأشعر بالفخر و الإعتزاز من تصور هذا الأمر، لکن ما الفائدة فلیس هنالک من یشاهد کل هذا المجد و یبارک لهذا الموجود صفوة الخلق!

آه لقد برد الجو فجأة (لقد نهضت الدجاجة بضع لحظات من البیضة من أجل الحب و الماء) لقد إجتاح البرد الشدید جمیع محیط السجن و قد دبّ فی عظمی، آوه، إنّ البرد یقتلنی، لقد شع نور عظیم من حدّ العدم فی باطن هذا العالم فأضاء جدران سجنی، أظن قد حانت اللحظة الأخیرة للدنیا و قد أشرف کل شیء فی هذا العالم على نهایته، أنّ هذا الضوء الشدید المؤذی وهذه البرودة القارسة تکاد تقتلنی.

آه! کم کان عبثیاً هذا الخلق و سریعاً لاهدف له و لاطائل من وراءه، ولادة فی السجن، و موت فی السجن، ثم لا شیء!...

بالتالی لم أفهم «من أین جئت، و کیف کان!»...

آه! یا إلهی، لقد زال الخطر (عادت الدجاجة ثانیة لتنام على البیضة) بدأت تدبّ الحرارة فی عظمی، و قد زال الضوء الخاطف و القاتل، أشعر باطمئنان کبیر، کم هی لذیذة هذه الحیاة!

یا ویلی زلزلة! أصحبت الدنیا کن فیکون (تقوم الدجاجة بتقلیب البیوض تحت أقدامها للحصول على حرارة متساویة) لقد هز جمیع عظامی صوت ضربة قویة مرعبة، إنّها لحظة نهایة الدنیا و سینتهى بعدها کل شیء، أشعر بالدوار و أعضاء بدنی ترتطم بجدار السجن، و کأنّه قدر لهذا الجدار أن یتحطم و یقذف بعالم الوجود بغتة فی وادی العدم الرهیب... إلهی ما الذی یحدث!

آه! یاإلهی، لقد حسنت الأوضاع وها أناذا أشعر بالإستقرار; فقد زالت

الزلزلة، و عاد کل شیء إلى سکونه، لم یکن لهذه الزلزلة من أثر سوى أنّها غیرت قطبی العالم فقد أصبح القطب الشمالی جنوباً و الجنوبی شمالا! إلاّ أنّ الأوضاع أصبحت أحسن من السابق، شعرت لمدّة بحرارة شدیدة فی رأسی و على العکس کان البرد دبّ فی یدی و رجلی، و الآن عاد الاعتدال و التوازن.

کأنّها لم تکن زلزلة، بل کانت حرکة للحیاة! (مرّت عدّة أیّام على هذه الحالة) آه! لقد نفد غذائی تماماً، حتى أنّی لعقت کل ما فی جدار السجن ولم یبق شیء... خطر، هذه المرة، جدی... إنّها نهایة الدنیا، و قد فغر الموت والفناء فاه على مقربة منّی. حسناً دعنی أموت، لکن لم یعلم بالتالی الهدف من خلق هذا العالم و من هذا المخلوق السجین الوحید؟ یاله من عبث! کم هو لغو! لا طائل من وراءه! ولادة فی السجن و موت و فناء فی السجن، «لست راضیاً بهذه الخلقة، کانت مفروضة!».

آه! إنّ الجوع قد أخذ مأخذه منّی، لقد فقدت توازنی و الموت یلاحقنی، کأنّ هذا السجن بکل بؤسه هو أفضل من العدم، جاءنی خاطر، کأنّی بصوت ینطلق من أعماقی إضرب بمنقارک و بشدّة جدار السجن! یالها من فکرة خطیرة! أفیمکن ذلک. هذا إنتحار، هذا آخر الدنیا، هنا الحد الفاصل بین العدم والوجود... لکن لا، لعل هناک خبراً آخر و أنا لا أعلمه... أنا محکوم بالموت، دعنی أموت بعد جهد.

لقد إشتد هذا الصراخ فی أعماقی و هو ینادینی حطم الجدار... آه! لعلی أمرت بقتل نفسی... على کل حال لیس لی من سبیل سوى طاعة ذلک النداء الباطنی (هنا یشرع الفرخ بالضرب بمنقاره الغطاء الشفاف للبیضة).

إضرب بقوة... بقوة أشد... لا تخف! أکثر قوة!...

آوه! تحطم جدار الوجود و العدم، مرّت من هذه النافذة عاصفة إلى باطنها، لا نسیم لطیف و منعش، لقد تجددت حیاتی! لقد تغیر کل شیء، إنّ الأرض والسماء فی حالة تبدل و تغیّر، لابدّ من الطرق بقوة أکثر! لابدّ من تحطیم هذا السجن تماماً...

آه! یا إلهی یاله من جمال!... یاله من ساحر!... یاله من واسع! یاله من کبیر!

یالها من کواکب رائعة! یاله من ضیاء لطیف! إن عینی تمتلىء بالضوء، یالها من أزهار! یالها من أنغام!...

أی أمٍّ حنونة لدی!... ما هذه الأطعمة المتنوعة و المختلفة!...

ما أکثر مخلوقات الله!... آه کم أنا صغیر و هذا العالم الکبیر! کیف أکون مرکز العالم! لست أکثر من ذرة غبار معلقة فی فضاء واسع...

الآن فهمت لم یکن ذلک المکان سجناً، کان مدرسة، کان مؤسسة تربویة، کان وسطاً تربویاً عظیماً أعدنی للعیش فی هذا العالم الواسع الجمیل، الآن بدأت أفهم المعنى الذی تنطوی علیه الحیاة، و ما هدفها و ما هی برامجها ومشاریعها، الآن أستطیع القول بقوة کم کانت قیاساتی بسیطة بینما کبیرة جدّاً هی مفاهیم هذا العالم، و قد کنت فی حلقة صغیرة ضمن سلسلة طویلة، و هناک حوادث لا تعرف بدایتها من نهایتها، و الحال کنت أرى کل شیء منحصراً فی تلک الحلقة التی تخلص فیها البدایة و النهایة.

الآن عرفت أنّی فرخ صغیر، و أصغر ممّا یتصور.

کان ذلک شکل عالم الوجود على ضوء رؤیة فرخ سجین.

أفلا نتصور کذلک هو الأمر لهذا العالم الذی نعیش فیه إزاء العالم الذی

یعقبه؟ هل هناک دلیل یقوم على نفی ذلک؟ لقد صور التأریخ مدى الإیرادات الضخمة التی طرحتها المدارس المادیة إزاء خلق الإنسان، وبصورة عامة خلق العالم و کذلک المصائب و المعاناة و الآلام و الویلات التی یواجهها الإنسان طیلة عمره القصیر، و أفضل نموذج على ذلک ما أورده الشاعر العربی المادی النزعة المعروف «إیلیا أبو ماضی» و الذی یختتم فیه أحد أشعاره باللازمة «لست أدری». کما نشاهد شبیه ذلک فی أشعار الشاعر الفارسی المعروف «بهمنی».

إلاّ إنّنا نعتقد بأنّ أغلب هذه الإشکالات هی ولیدة المطالعات المحدودة فی الدنیا المادیة لهذا العالم و الانقطاع عن الحیاة القادمة و عالم ما بعد الموت، وهی بالضبط کتلک التی أوردها الفرخ الذی لم یخرج بعد من بیضته، و قد مرّ علینا جانب من شعوره و حسابه للأمور.

طبعا إذا أغضضنا الطرف عن القیامة و حیاة ما بعد الموت فسوف لن نمتلک إجابة على کثیر من التعلیلات، أمّا إن نظرنا إلى هذه الحیاة بصفتها حلقة تکاملیة وسط سلسلة طویلة من التکاملات لتغیر الحال و لحلت أغلب المسائل العالقة من خلال إرتباط حاضر الحیاة البشریة بمستقبلها، و أمّا قولنا أغلب المسائل ـ لاجمیعها ـ فذلک لأنّ بعض هذه المسائل من قبیل الآلام و المصائب و الویلات إنّما تنبثق عادة کنتیجة لأعمالنا أو نظامنا الاجتماعی الفاسد أو الحرکات الاستعماریة أو الضعف و الوهن و الکسل، وهی الأمور التی ینبغی التفتیش عن عواملها فی کیفیة الأنشطة الفردیة والاجتماعیة و العمل أجل إزالتها.

 

القیامة ردود على الألغاز القیامة فی الکتب السماویة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma