الکتب التاریخیة بدل الکتب السماویة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
القیامة فی الکتب السماویة القیامة فی الأناجیل

ینبغی الإلتفات هنا إلى أنّ الکتب المقدسة للیهود و النصارى الیوم هی کتب مقدسة فقط کما یرونها، لا أنّها کتب سماویة، و من هنا فهم لایصطلحون علیها بالکتب السماویة، فإنّنا لانجد یهودیاً و لانصرانیاً واحداً یقول أنّ هذا الکتاب هو ذلک الوحی السماوی الذی نزل على موسى وعیسى (علیهما السلام)، بل یعترف الجمیع بأنّ هذین الکتابین قد خطّا بعد هذین النبیین العظیمین من قبل حواریها و أتباعهما و إن تضمنت هذه الکتب شیئاً من الوحی السماوی، و من هنا فقد ورد فیها الکلام عن سیرة المسیح (علیه السلام)و موسى(علیه السلام) و حتى الحوادث التی وقعت بعدهما.

 

توضیح ذلک:

العهد القدیم (الکتاب المقدس للیهود) و یشتمل على 39 کتاباً خمسة منها المسماة بأسفار التوراة، فنقرأ على سبیل المثال فی الفصل الآخیر من السفر الخامس ـ و الذی یسمى بسفر التثنیة ـ فموسى (علیه السلام) عبدالله و قد

توفى حسب قول الله فی أرض «مواب» و قد دفن فی أرض مواب أمام یعور...»

فهذه دلالة واضحة على أنّهم کتبوه بعد وفاة موسى (علیه السلام).

وسبعة عشر کتاباً منها تسمى «مکتوبات المؤرخین» حیث جاء فیه کما یفهم من إسمه تأریخ الملوک و السلاطین و ما إلى ذلک، و السبعة عشر کتاباً الباقیة تحمل عنوان مکتوبات الأنبیاء و رسل بنی إسرائیل و سیرتهم و بیان قصار کلماتهم و مواعظهم و مناجاتهم.

و أمّا کتاب العهد الجدید (الکتاب المقدس للنصارى) فیشتمل على 27 کتاباً، أربعة منها هی الأناجیل الأربعة و التی کتبت من قبل تلامذة السید المسیح (علیه السلام) أو تلامذة تلامذته. و إثنان و عشرون منها هی الرسائل التی بعث بها بولس و سائر رجال النصرانیة إلى المناطق المختلفة، و الکتاب الأخیر هو مکاشفات یوحنا الذی یشرح مکاشفاته على کل حال فإن هناک فارقاً واضحاً بین العهد القدیم و الجدید، و هو کثرة الکلام فی کتب الیهود عن الدنیا وقلّته و ندرته عن القیامة!

و الحال لیس الأمر کذلک فی الإنجیل فالحدیث یبدو کثیراً نسبیاً عن القیامة و العالم الآخر الذی یعقب الموت و الثواب و العقاب، حتى صرّح «المستر هاکس» الأمریکی کاتب «قاموس الکتاب المقدس» قائلا إنّ أفکار الیهود فی بعض المسائل المتعلقة بعالم ما بعد الموت مجهولة و غیر واضحة تماماً.

و کل الذی یمکن قوله مع أخذ بنظر الاعتبار الوضع الخاص الروحی للیهود هو أنّهم ـ الیهود ـ یشتهرون من بین کافة أقوام العالم بمادیتهم وأنانیتهم ورکوعهم للثروة دون أی قید و شرط حتى قیل أن إلههم هو

المال، و حین إمتدت أیدیهم إلى تحریف کلمات الأنبیاء و تعالیمهم فما کان فی الدنیا ومادیاتها أثبتوه، و ما کان فی القیامة و عقاب أصحاب الدنیا و الظلمة و الآثمة حذفوه منها، فهم لایقتصرون على تحریف أخبار العالم لصالحهم، بل لایتورعون حتى عن تحریف کلمات الأنبیاء و الکتب السماویة!

و قد وردت فی القرآن الکریم بعض الآیات التی تشیر إلى طبیعة الیهود الذین عاصروا النبی (صلى الله علیه وآله) و مدى حرصهم على الحیاة المادیة: (وَ لَتَجِدَنَّهُمْ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَیوة)(1).

و هذه هی الروحیة التی تلمس فیهم الیوم کما الأمس، کأنّها أصبحت جزءاً من دمهم و طبیعتهم على مرور الزمان، و هذا مایفسر سلوکیتهم وتشردهم فی الماضی و مدى لجاجتهم فی العصر الراهن، و لانرى أنّهم سیخرجون من دوامتهم إلاّ أن یعیدوا النظر فی حیاتهم و یمدوا ید السلام إلى شعوب العالم ولایقتصرون بالقیمة و القدسیة على المادة فقط، على کل حال رغم عدم إهتمام کتب العهد القدیم بقضیة القیامة فإنّ هناک تعبیرات واضحة یمکن مشاهدتها بهذا الخصوص، نعرض الآن إلى بعض نماذجها.

نقرأ فی الکتاب الأول لصاموئیل (الباب 2 الجملة 6):

«إنّ الله یحیی و یمیت و یقبر و یبعث». و العبارة ـ کما یفهم منها ـ تدل صراحة على المعاد الجسمانی إضافة إلى أصل القیامة، فالقبر مکان الجسم الذی یتبدل فیه تراباً، و إلاّ فالقبر لایضم الروح لتنبعث منه، و هذا یشبه ما ورد فی القرآن: (وَ اَنَّ اللهَ یَبْعَثُ مَنْ فی الْقُبُورِ).(2)

نقرأ فی کتاب یوشع النبی (الباب 26 الجملة 19):

«سیحیى موتاک و یریدون أجسادی، انهضوا یا من سکنتم فی التراب وانتبهوا و ترنموا!». فقد وصفت القیامة فی هذه العبارة بأنّها نوع من الإنتباه (شبیه الإنتباه من النوم) و هو الأمر الذی ورد فی الروایات الإسلامیة «الناس نیام إذا ماتوا انتبهوا».

فتشبیه «الموت» أو «القیامة» بالإنتباه من النوم یعلمنا کثیراً من الأشیاء سنتعرض لها لاحقاً إن شاء الله.

و لعل المراد بالعبارة أجسادی (رغم أنّ لکل فرد جسد واحد) الأعضاء والأطراف المختلفة للجسد، أو الأجساد التی تتغیر طیلة العمر و بمرور الزمان.

نقرأ فی مزامیر داود (المزمور 23 الجملة 4 إلى 6):

«سوف لن أخشى السوء من مشی فی وادی الموت لأنّک معی، سیلحقنی کل إحسان و رحمة و أسکن فی بیت الله إلى أبد الاباد». حیث تتضح بجلاء من هذه العبارات الرابطة بین الإنسان فی عالم ما بعد الموت و الأعمال التی بها فی هذا العالم، فستتبعه أعماله أینما حل و لا تنفصل عنه أبداً.

و هکذا تکون قد وردت إشارات واضحة إلى یوم القیامة فی کلمات الأنبیاء کداود و یوشع و صاموئیل، إلاّ أنّ الیهود تناسوا القیامة و البعث وکأن لیس هنالک من دنیا بعد هذه الدنیا و حیاتها المادیة.


1. سورة البقرة، الآیة 96.
2. سورة الحج، الآیة 7.

 

القیامة فی الکتب السماویة القیامة فی الأناجیل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma