تجسم الأعمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
الثواب و العقاب هل یمکن تجسم الأعمال؟

کیف ستکتسب أعمالنا فی الآخرة صفة الحیاة بحیث یتجسم کل عمل بالصورة التی تناسبه؟

إنّ من بین الخصائص التی یتصف بها ذلک العالم و تمیزه عن هذا العالم هو مسألة تجسم الأعمال، فأقوالنا وأعمالنا فی هذه الدنیا التی نعیش فیها تبدو حرکات عابرة لیس لها من دوام و بقاء و عادة ما تمحى و تزول بعد الظهور، یمکن أن یکون هناک مصور ماهر وعارف بالوقت فیحضر فی لحظة وقوع الجریمة فیلتقط عدّة صور لجمیع مراحل الجریمة أو یسجّل الأصوات بحیث یمنحها بنوع صبغة الدوام، لکن أصل القول و العمل مهما کان حصل لعدّة لحظات ثم تم و إنتهى.

ولکن نفس هذه الألفاظ و الکلمات و الأعمال الحسنة و السیئة التی أتینا بها فی هذه الحیاة و یبدو أنّها نسیت و زالت و کانت تعتمد علینا فی وجودها حتى فی تلک اللحظات، ستظهر یوم القیامة بصیغة موجودات مستقلة تبدو فیها جلیستنا الأصلیة التی لاتبتعد عنّا أبداً.

ورد فی الحدیث النبوی الشریف أنّ: (اَلظُّلْمُ هُوَ الظُّلُمَاتُ یَوْمَ

الْقِیَامَةِ)(1).، و أموال الیتامى تتجسم بصورة نار: (اِنَّ الَّذِینَ یَأْکُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامى ظُلْماً اِنَّما یَأْکُلُونَ فی بُطُونِهِمْ نَاراً)(2). کما یکون الإیمان نوراً:(یَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنَیِنَ وَالْمُؤْمِناتِ یَسْعى نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِاَیْمانِهِمْ)(3).

و الخلاصة فإنّ کل عمل سیتجسم بالصورة التی تناسبه، أحیاناً تتبدل الکیفیات العملیة بکیفیات روحیة و جسمیة، فمثلا المرابین الذین یعثرون بأعمالهم القبیحة المسیرة المتوازنة لإقتصاد المجتمع یعیشون نوعاً من مرض الصرع بحیث لایستطیعون التوازن حین قیامهم من الأرض: (اَلَّذِیَن یَأْکُلُونَ الرِّبا لاَیَقُومُونَ اِلاّ کَما یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطانُ مِنَ الْمَسِّ)(4).

أما الأموال التی إحتکرها الأغنیاء و البخلاء و جهدوا فی جمعها ولم یبدو أیة رحمة تجاه من حولهم من الفقراء و المساکین الذین یعانون من الجوع و الحرمان، بل حتى هم أنفسهم لم یستفیدوا من تلک الأموال و لم تجلب لهم سوى مسؤولیة الحفاظ علیها و الهم و الغم من أجل عدم فقدانها وتشتتها و بالتالی لم یکن لهم بد من مفارقتها و الإرتحال عنها، فإنّهم سیطوقون بها و تکون وبالا علیهم: (سَیُطَوَّقُونَ مَابَخِلوُا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ)(5).

فإضافة إلى الإشارات فی الموارد الخاصة الماضیة حول تجسم الأعمال الذی ورد فی مختلف الآیات القرآنیة، فهناک إشارة إلى هذا الموضوع فی عدّة موارد أخرى بصورد حکم کلی و من ذلک:

(وَ وَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً) فکل ما یحبّونه اِنّما هو من صنع أیدیهم وحاضر لدیهم من هنا أردف بقوله: (وَ لایَظْلِمُ رَبُّکَ أَحَداً)(6).

(وَ بَدا لَهُمْ سَیِّئاتُ مَا عَمِلُوا وَ حَاقَ بِهِمْ مَاکَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤنَ)(7).

(یَوْمَئِذ یَصْدُرُ النَّاسُ اَشْتَاتًا لِیُروَا اَعْمالَهُمْ)(8).

(فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَة خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرَّاً یَرَهُ)(9).

فالآیة الأخیرة تفید أنّ الإنسان سیرى نفس العمل لا ثوابه و عقابه وکذلک الآیات السابقة، طبعاً یمکن تفسیر ذلک على أنّه مشاهدة النتیجة وثواب وعقاب العمل أو مشاهدة صحیفة الأعمال، و لکن یبدو هذا التفسیر خلاف ظاهر الآیات و لیست هناک من قرینة على ذلک.

أضف إلى ذلک فهناک الکثیر من الروایات الواردة فی المصادر الإسلامیة والتی تصدنا عن مثل هذا التفسیر و ترشد إلى کیفیة تجسم الأعمال الحسنة والسیئة هناک.


1. سفینة البحار، مادة ظلم.
2. سورة النساء، الآیة 10.
3. سورة الحدید، الآیة 12.
4. سورة البقرة، الآیة 275.
5. سورة آل عمران، الآیة 180.
6. سورة الکهف، الآیة 49.
7. سورة الجاثیة، الآیة 33.
8. سورة الزلزلة، الآیة 6.
9. سورة الزلزلة، الآیة 7 ـ 8.

 

الثواب و العقاب هل یمکن تجسم الأعمال؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma