هناک الکثیر من الحشرات التی تنام طیلة الشتاء، أی تغط فی نوم شتائی، وتتوقف تقریباً مختلف النشاطات الحیویة فی مثل هذا النوع من النوم، فلا یبقى إلاّ بصیص منها، فالقلب یتوقف تقریباً عن الدق، أو بتعبیر أدق تکون دقاته على درجة من البطىء بحیث لا یمکن الشعور بها، و فی مثل هذه الحالة یمکن تشبیه البدن بالکوّر العظیمة التی تبقى منها ولاّعة مشتعلة حین إنطفائها.
فمن الواضح أنّ ما تتطلبه تلک الکورة من المواد النفطیة فی الیوم لتقذف بلهیبها إلى عنان السماء یمکنه أن یکفی لعشرات بل مئات السنین لإشکال ولاّعة صغیرة (طبعاً یتوقف هذا الأمر على الشعلة العظیمة حال إیقاد الکورة وولاّعتها).
یقول العلماء بشأن سبات بعض الحشرات لو أخرجنا و زغاً من مکانه حین شتاء، فانّه یبدو میتاً، لا هواء فی رئته، و دقات قلبه ضعیفة لایمکن تحسسها... هناک الکثیر من الحیوانات التی تسبت فی الشتاء کالفراشات والحشرات والحلزونات و الزواحف، کما قد تسبت بعض الحیوانات من فصیلة الثدییات، فانشطة الحیوانات تبطىء جدّاً فی مدّة سباتها فتستهلک دهنیاتها المدخرة فی بدنها تدریجیاً، و المراد من ذلک أنّ لدینا نوم تقل فیه الحاجة إلى الغذاء جدّاً، و تبلغ الأنشطة الحیاتیة فیه درجة الصفر، و هو الأمر الذی یحول دون إستهلاک الاعضاء و طول عمر هذه الحشرات، و یبدو أنّ السبات الشتوی فرصة ثمینة بالنسبة للحیوانات التی یحتمل عدم استطاعتها الحصول على الطعام فی الشتاء.
