ما مصدر هذا الخوف و القلق من الموت؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
لماذا نخاف من الموت؟ العنصر الآخر لخشیة الموت

عادة ما یخشى الإنسان «الزوال» و «العدم».

یخشى «الفقر»، فهو زوال الثروة.

یخشى «المرض» لأنّه زوال السلامة و العافیة.

یخشى «الظلمة» حیث لیس فیها نور.

یخشى «الصحراء» و قد یخشى «الدار الخالیة» لأنّه لا أحد فیها.

بل یخشى المیت حیث لاروح فیه، و الحال لایخشى ذلک الشخص حین کان على قید الحیاة و الروح فیه!

و بناءاً على ما تقدم فإن خشی الإنسان الموت فذلک لأنّه یراه «فناءاً مطلقاً» و عدماً لکل شیء.

و إن خشی الزلزلة و الصاعقة و الحیوان المتوحش، فذلک لأنّها تهدد وجوده بالفناء و العدم.

طبعاً لایبدو هذا الأمر غریباً من وجهة النظر الفلسفیة، لأنّ الإنسان «وجود» و الوجود ینسجم مع الوجود الآخر، بینما لیست له أیة سنخیة وتناسب مع العدم، فما علیه إلاّ الفرار و الهرب منه، لم لایهرب؟

إلاّ أنّ هناک قضیة مهمّة هنا لاینبغی الغفلة عنها و هی: کل هذه الأمور صحیحة إذا فسّر الموت بمعنى الفناء و العدم و نهایة کل شیء، و الحق لو فسّر کذلک فلیس هناک شیء أعظم رهبة منه، و کل ما قیل بخصوص هیولا الموت هو عین الصواب.

أمّا إن إعتبرنا الموت ـ کولادة الجنین من بطن أمّه ـ ولادة أخرى و آمنا بإنّ اجتیازنا لهذا الممر الصعب یعنی وضع أقدامنا فی عالم أوسع و أشمل وأکمل من هذا العالم و هو ملیىء بأنواع النعم التی یصعب علینا تصورها فی ظل الظروف الراهنة و الحیاة الفعلیة.

و خلاصة القول فإن اعتبرنا الموت أکمل و أسمى من هذه الحیاة، و التی لا تعد سوى سجناً إن قارناها بالحیاة فی ذلک العالم، فمن الطبیعی سوف لن تعد للموت مثل هذه المعانی التی تشیر الخوف و الهلع و النقرة لدى النفس، وستکون له معانی جمالیة رائعة قریبة من القلب محببة إلى النفس. لأنّه إن سلب من الإنسان جسمه زوده بالأجنحة لیحلق بها فی سماء الأرواح الشفافة اللطیفة التی تفوق التصور و الخیال و الخالیة من کافة أشکال الإقتتال و التراع و العداء و الهموم و الغموم.

و هنا نتذکر ذلک الشاعر الذی له مثل هذه الأفکار و هو یأمر حکیماً عالماً بلغة الشعر:

فلتمت أیّها الحکیم من مثل هذه الحیاة، فالموت من هذه الحیاة لایعنی سوى البقاء، و لتحلق بأجنحتک کالطیور فتطوی تلک المسیرة

الکاملة، ولا تخشى من الحیاة التی تنتظرک فالخشیة لابدّ أن تکون من هذه الحیاة الضیقة المحدودة.

فمن البدیهی أنّ من ینظر هکذا إلى مسألة الموت لن یقول أبداً أنّ الموت حالة عبثیة لا طائل من وراءه أو هو إنتحار و قتل للنفس، بل یراه حقیقة سامیة یحث الخطى من أجل معانقتها، و ما أجمله إن کان وسیلة لبلوغ الأهداف المقدسة و السامیة، و خلاص الإنسان من الذلة و الخنوع والبؤس و الشقاء.

 

لماذا نخاف من الموت؟ العنصر الآخر لخشیة الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma