* إنّنا نرى بأم أعیننا قیامة کلما أشعلنا کبریتاً و تحررت منه طاقة حراریة خاصة، فالحرارة التی ربّما إنفصلت عن الشمس قبل خمسین سنة و قد ظن الجمیع أنّها فنت، بینما إدخرت بصورة خفیفة فی جوف عود الثقاب و قد قامت قیامته الآن.
* و الطاقة الحراریة المنبعثة من قطرة النفط أو البنزین التی نشعلها قد تکون إنفصلت عن الشمس قبل ملایین السنین، و قد أودعت بشکل فی أعماق تلک المواد و ننظر الآن إلى قیامتها.
* کیف یشیر القرآن فی بحث المعاد من أجل رسم صورته فی هذه الدنیا ویجسد قیامة الطاقة أمام أعیننا بمثال رائع!
علیک بالدقّة فی مطالعة هذا البحث.
إنّ الشمس هی مصدر جمیع الطاقات الموجودة على الأرض (سوى الطاقة الذریة)، و یخلو هذا الکلام من أی إستغراق أو مبالغة بل هو واقع قائم.
على سبیل المثال لو تأملنا جمیع المصادر المنتجة للطاقة من قبیل
الفحم الحجری و الطاقة الکهربائیة و الریاح و الحیوانات و الإنسان والکائنات الحیّة لاکتشفنا أنّ المصدر الأصلی لها هو ضوء الشمس.
1ـ «الفحم الحجری» کما یفهم من إسمه المتبقی من غابات و أشجار العصور و القرون السابقة و قد دفن فی أعماق الأرض بفعل مختلف الحوادث التی مرّت على الأرض، و قد تحولت إلى فحم أسود إثر ظروف معینة وبمرور الزمان، و سنقف قریباً أنّ الطاقة المخزونة فیها من ضوء الشمس.
2ـ«النفط» تفید آخر النظریات أنه ما یتّبقى من الحیوانات البحریة الصغیرة والکبیرة للعصور السالفة و قد دفن فی الأرض إثر تغیر الظروف الجویة، ثم تبدلت جسیماته بعد سلسلة من الأفعال و الانفعالات المختلفة والقدرة الخلاقة العجیبة إلى هذا الذهب الأسود المذاب و الذی یقال له آلاف المشتقات التی یفوق کل واحد منها الآخر، و سندرک عمّا قریب أنّ ضوء الشمس هو مصدر ظهور الحیوانات و المواد المنتجة للطاقة فی بدنها.
3ـ «التوربینات و المولدات الکهربائیة» إمّا أنّها تتحرک بواسطة ضغط ماء الشلاّلات و السدود، و إرتباطها بضوء الشمس ـ بصفته عامل تبخیر میاه البحار و تکوین الغیوم و نزول الأمطار ـ واضح، أو بواسطة المواد النفطیة وأمثالها والتی مرّ علینا استمدادها للطاقة من ضوء الشمس.
4ـ «حرکة الریاح» التی تکون عاملا لحرکة بعض الأجهزة الصغیرة کالسفن الشراعیة، و هی ترتبط أیضا بضوء الشمس الذی یسبب إشعاعه على النقاط المختلفة للکرة الأرضیة اختلاف درجة الحرارة، و نعلم أنّ اختلاف درجة حرارة نقطتین من الکرة الأرضیة یؤدّی إلى هبوب الریاح.
5ـ «الحیوانات» و التی تعتبر من مصادر الطاقة، مغ ذلک لایمکنها العیش دون «النباتات»، لأنّ کل حیوان ـ عادة ـ إمّا یتغذى على النباتات أو
على لحوم الحیوانات الآکلة للنباتات، و لا یستثنى من هذا القانون حتى الحیوانات البحریة التی تتغذى على أصغر النباتات البحریة.
6ـ لایمکن تنمیة النباتات و الأشجار دون الاستفادة من ضیاء الشمس ـ سواء بصورة إشعاع مباشر أو غیر مباشر ـ و من هنا تنعدم النباتات فی أعماق البحار (لأعماق تتجاوز الستمئة متر) و ذلک لعدم وصول ضیاء الشمس إلیها.
طبعا یمکن العثور على بعض الموارد النادرة للطاقة و التی لا تستند فیها إلى ضوء الشمس، من قبیل الطاقة الحاصلة من ظاهرة المد و الجزر فی البحار بواسطة جاذبیة القمر و التی یستفاد منها أحیاناً من أجل السقی وإنتاج الکهرباء، و کذلک الطاقة الناشئة من البراکین و أمثالها، إلاّ أنّ هذه الموارد نادرة جدّاً کما ذکرنا.
