یمکن العثور على جواب هذا السؤال فی ذات السؤال، فکما ورد فی المتن أنّ کل بدن یجتذب جمیع ممیزات و صفات البدن السابق، و علیه فآخر بدن هو مخزن جمیع الصحف طیلة العمر و هو خلاصة و عصارة لجمیع ممیزات الأبدان السابقة.
و لذلک فإنّ عودة و بعث آخر بدن تعنی عودة جمیع الأبدان و بعثها، و الجدیر بالذکر هو أنّ الخلایا حین التعویض تجتذب حتى العوارض الإکتسابیة، مثلا الخال الموجود على البدن یمکن الّا یقارقه طیلة العمر رغم أنّ الخلایا تتعوض، و هذا مایشیر بوضوح إلى نقل حتى الصفات الإکتسابیة إلى الخلایا الجدیدة. و کما ذکرنا سابقاً فالمفهوم من أغلب الآیات القرآنیة أنّ المعاد یوم القیامة سیکون بآخر بدن، فقد ورد فی الآیة 51 من سورة یس:
(وَ نُفِخَ فی الصُّورِ فَاذِاهُمْ مِنَ الاَجْدَاثِ إِلَى رِبِّهِمْ یَنْسِلُونَ) و الآیة 7 من سورة الحج (وَ اَنَّ اللهَ یَبْعَثُ مَنْ فی الْقُبُورِ). فالذی یستفاد من هذه الآیات وشبیهاتها أنّ المعاد یحصل بآخر بدن، و هذا ما یقتضیه قانون العقل، لأنّ البدن الذی یکون عصارة و خلاصة جمیع أبدان مدّة العمر هو فی الحقیقة مع الروح دائماً و له سنخیة و تناسب معها فی کل جهات، و لا تستطیع الروح سوى به أن تکتمل، و علیه فلیس هنالک من مشکلة من هذه الناحیة فی أمر المعاد الجسمانی.