هذه من الإشکالات القدیمة التی أوردت على المعاد الجسمانی وخلاصتها: إفرض أنّ إنساناً حین القحط و المجاعة الشدیدة تغذى على لحم آخر بحیث أصبح جزء من بدن الإنسان الأول أو جمیعه من لحم الإنسان الثانی، فهل ستنفصل هذه الأجزاء فی المعاد عن الإنسان الثانی أم لا؟ فإن کان الجواب بالإیجاب أصبح بدن الإنسان الثانی ناقصاً، و إن کان الجواب بالسلب کان بدن الإنسان الأول ناقصاً.
أصلا لیست هناک من حاجة لهذه الفرضیة، فهذا الموضوع یجری دائماً فی الطبیعة حیث یموت الناس و یصبح بدنهم تراباً و یصبح التراب جزءاً من الأرض ثم یتبدل بعد إمتصاصه من قِبل جذور الاشجار تدریجیاً إلى نبات أو ثمرة فیتغذى علیها سائر الناس، أو الحیوانات، بعد ذلک یتناول الإنسان لحوم هذه الحیوانات.و علیه فأجزاء الأفراد السابقین تصبح من هذا الطریق جزءاً من بدن الأفراد اللاحقین.
و لاینبغی لکم أن تتعجبوا إذا ما علمتم بأنّ هذه التفاحة التی توضع أمامنا قد تکون أصبحت لعشر مرات جزءاً من بدن إنسان ثم عادت إلى التراب، وامتصت ثانیة من قبل جذور و تحولت إلى تفاحة ثم تناولها إنسان آخر وأصحبت جزءاً من بدنه، و على هذا الأساس فإن کان المعاد جسمانی تصارعت عشرة أبدان یوم القیامة على بعض الأجزاء و سیکون لکل جزء من یدعیه له، فکیف سیکون المعاد جسمانیاً؟