لماذا نخاف من الموت؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
رؤیتان لمصیر الإنسان ما مصدر هذا الخوف و القلق من الموت؟

هنالک فردان یخافان من الموت; أحدهما من یفسّره بمعنى العدم والفناء المطلق، و الآخر من کانت صحیفة أعماله سوداء و مظلمة، أمّا من لم یکن من هؤلاء ولا اُولئک فما مبرر خشیته من الموت، أفهناک شیء یفقده من جراء الموت؟

مشهورة هی حکایة «ماء الحیاة» و التی تتناقل بسرعة فائقة حیث أقدم الإنسان منذ قدیم الأیام بالبحث عن شیء یسمى «إکسیر الشباب» و قد نمقوه بالأساطیر و الخرافات و عقدوا علیه الآمال.

و لعل القضیة تفید حقیقة تکمن فی خشیة الإنسان من الموت وحبّه لمواصلة الحیاة و الهروب من نهایتها، على غرار إسطورة «الکیمیاء» تلک المادة الکیمیائیة الخفیة التی لو أُضیفت على النحاس الذی لا قیمة له جعلته ذهباً ذا قیمة باهضة، و التی تفید خوف الإنسان من الفقر الاقتصادی و مدى سعیه للحصول على الثروة.

و إسطورة إکسیر الشباب هی الأخرى تعکس هلع الکهولة و الضعف والتآکل و بالتالی الموت و نهایة الحیاة.

إنّ أغلب الناس یخشون الموت و یهربون من مظاهره و یشمأزون من إسم المقبرة و یسعون جاهدین لاطماس الماهیة الأصلیة للقبور من خلال تزیینها و إضفاء بعض الجمالیة علیها، حتى أنّهم یلجأون إلى تحذیر الأفراد من بعض الأشیاء الخطرة ـ غیر الخطرة التی لایریدون للآخرین أن یقتربوا منها أو یخربوهاـ من خلال الکتابة علیها «خطر الموت» و یرسمون علیها صورة لعظمین من عظام میت فی حالة علامة فی خلف جمجمة جوفاء خالیة من الروح تطالع الإنسان.

و قد حفلت النتاجات الأدبیة لمختلف أصقاع الدنیا بما یفید خوف الإنسان من الموت، فبعض العبارات من قبیل «هیولا الموت»، «شبح الموت»، «صفعة الموت» و «مخالب الموت» و ما إلى ذلک من التعبیرات التی تدل على مدى القلق والهلع و الضطراب.

کما یؤید ذلک القصة المعروفة بشأن رؤیا هارون الرشید ـ الذی رأى فی المنام سقوط جمیع أسنانه ـ فعبّر له شخصان تلک الرؤیا قال الأول: یموت جمیع أفراد أهلک قبلک. و قال الثانی: إنّ عمر الخلیفة سیکون أطول من جمیع قرابته، فما کان ردّ فعل هارون الرشید إلاّ أن وهب الثانی مئة دینار، بینما جلد الأول مئة جلدة، فهذا دلیل آخر على خشیة الإنسان من الموت. و ذلک لأنّ الفردین عبّرا عن حقیقة واحدة، إلاّ أنّ أحدهما ذکر الموت بالنسبة لقرابة الخلیفة فکان جزاؤه مئة جلدة، وعبّر الآخر عن ذلک الموت بطول عمر الخلیفة فتناول مئة دینار!.

ناهیک عن کل ما سبق فقد إعتاد الناس بعض الأمثال و العبارات التی تکشف عن مدى خشیتهم من الموت، فإذا أرادوا مثلا تشبیه فرد بآخر میت فی قضیة إیجابیة خاطبه قائلا «إسم الله علیک» أو «أبعد الله عنک» ذلک، أو

فلیخرس لسانی سیصبح الأمر بعدک کذا و کذا، أو ترتیب الأثر على کل شیء یبعد احتمال الموت أو یکون مؤثراً فی طول العمر، و إن بدا خرافة تماماً ولا أساس له و کذلک أدعیتهم التی تتضمن کلمة الدوام و الخلود من قبیل: دام عمره، دام مجده، دامت برکاته، خلد الله ملکه، أطال الله عمره و کل عام و أنتم بخیر و...!

و التی تشکل کل واحدة منها دلالة على هذه الحقیقة.

طبعاً لا یمکننا إنکار وجود بعض الأفراد النادرین الذی لیس لهم أدنى خشیة من الموت، حتى أنّهم یسارعون لاستقباله، إلاّ أنّهم قلائل، کما أنّ العدد الحقیقی أقل بکثیر من اُولئک الذین یزعمون ذلک.

 

رؤیتان لمصیر الإنسان ما مصدر هذا الخوف و القلق من الموت؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma