1ـ العلم بالعالم الخارجی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
أدلة إستقلال الروح 2ـ وحدة الشخصیة

السؤال الأول الذی یمکن طرحه على المادیین هو: لو کانت الأفکار والظواهر الروحیة هی الخواص الفیزیا کیمیائیة للدماغ، لما إنبغى أن یکون هناک تفاوت اُصولی بین عمل الدماغ و عمل المعدة أو الکلیة و الکبد، لأنّ عمل المعدة ـ مثلا ـ مرکب من وظائف فیزیائیة و کیمیائیة فتقوم من خلال بعض حرکاتها و إفراز الحوامض فی هضم الطعام و إمتصاصه، و کذلک وظیفة البزاق ـ کما ذکرنا سابقاً ـ فیزیائیة و کیمیائیة، و الحال إننا نرى بینهما فرقاً واضحاً.

إنّ أعمال جمیع أجهزة الجسم تشبه إلى حدّ بعضها البعض ماعدا «الدماغ» الذی یتمیز بوضع إستثنائی، و کل هذه الأمور ترتبط بالجوانب الداخلیة، والحال هنالک بُعد خارجی للظواهر الروحیة و أنّها تنبهنا إلى الأوضاع الخارجة عن وجودنا.

و لتوضیح هذا الکلام لابدّ من الإشارة إلى عدّة نقاط:

أولا: هل هناک عالم خارج وجودنا أم لا؟

قطعاً هنالک مثل هذا العالم، و المثالیون ـ الذین ینکرون وجود العالم الخارجی و یزعمون أنّ کل الموجود هو «نحن» و «تصوراتنا» و العالم الخارجی بالضبط کالمشاهد التی نراها فی المنام فهی لیست سوى تصورات ـ على خطأ عظیم، و خطأهم قد أثبتناه فی محلّه.(1)

ثانیاً: هل نعلم بالعالم الخارجی أم لا؟ قطعاً الجواب على هذا السؤال بالإیجاب، لأنّ لنا علم کثیر بالعالم الخارجی، کما لدینا معلومات واسعة عن الموجودات من حولنا أو التی تقع فی نقاط بعیدة عنّا.

و الآن یطرح هذا السؤال نفسه: هل یأتی العالم الخارجی إلى باطن وجودنا؟ قطعاً لا، بل صورته لدینا، حیث نستفید من خاصیة تشابه الواقع فنقف على العالم الخارج عن وجودنا.

و لا یمکن لهذا الواقع أن یقتصر على الخواص الفیزیا کیمیائیة للدماغ، لأنّ هذه الخواص ولیدة تأثیراتنا عن العالم الخارجی، أو هی معلولاته، بالضبط کالتأثیرات التی یترکها الطعام على معدتنا، فهل یؤدّی تأثیر الطعام على المعدة و فعله و إنفعاله الفیزیائی و الکیمیائی إلى إلتفات المعدة وتنبهها بالطعام، إذن کیف یستطیع دماغنا أن یحیط خبراً بالدنیا الخارجة عنه؟

بعبارة أخرى: لابدّ من إحاطة للعلم بالموجودات الخارجیة و العینیة، وهذه الإحاطة لیست من وظیفة الخلایا الدماغیة، فخلایا الدماغ تتأثر فقط بالخارج، هذا التأثیر کتأثر سائر أجهزة البدن بالخارج، أمّا الإحاطة و العلم بالوضع الخارجی فهی شیء آخر، فإن کان التأثر بالخارج دلیلا على علمنا بالخارج، للزم أن نفهم أیضاً بمعدتنا و لساننا. و الحال لیس الأمر کذلک، والخلاصة فإنّ الوضع الاستثنائی لإدراکاتنا دلیل على أنّها تستبطن حقیقة أخرى (علیک بالدقّة).


1. راجع کتاب «المتفلسفون» للمؤلف.

 

أدلة إستقلال الروح 2ـ وحدة الشخصیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma