حقیقة أم خیال؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
الطریق الخامس السبات الشتوی

قلنا أنّ قصة أصحاب الکهف (نیام مدینة افسوس) حقیقة تاریخیة ذکرت أسنادها فی التواریخ الشرقیة و الغربیة، و نسلّط الضوء الآن على هذه القصة على أساس و جهات النظر العلمیة المعاصرة:

ربّما یتردد البعض إزاء تلک المدّة الطویلة لنوم أصحاب الکهف و لا یراها تنسجم و الموازین العلمیة فیعتقد أنّها من قبیل الأساطیر و الخرافات وذلک لأنّ مثل هذا العمر الطویل الذی یستغرق عدّة مئات من السنین یبدو مستبعدا بالنسبة لأفراد البشر فی حالة الیقظة فضلا عنهم فی حالة النوم، هذا من جانب، و من جانب آخر لو سلمنا بمثل هذا العمر لمن کان فی حالة الیقظة فانّنا لا نسلم به بالنسبة لمن کان فی حالة النوم و الرقود، فهناک مشکلة الأکل و الشرب، فکیف یبقى الإنسان حیاً هذه المدّة دون طعام وشراب، و لو فرضنا متوسط ما یلزم الإنسان من طعام و شراب کل یوم کیلواً واحداً ولتراً من الماء، فالذی یلزم لأصحاب الکهف أکثر من طن من الطعام و مئة ألف لتر من الماء، و هو المقدار الذی لایمکن خزنه فی الجسم.

و من جهة أخرى فلو أغضفنا الطرف عن کل ما مضى فهناک إشکال آخر یرد هنا و هو أنّ بقاء الجسد فی ظل ظروف رتیبة و بهذه المدّة الطویلة إنّما یؤثر على عضویة البدن و یسبب خسائر فادحة.

قد تبدو هذه الإشکالات کعقبات کؤود تعترض سبیل هذه المسألة للوهلة الأولى، و الحال لیس الأمر کذلک، فالمدّة الطویلة للعمر ـ لمئة سنة وحتى أکثر من ألف سنة ـ لیست بالمسألة غیر العلمیة، فانّنا نعلم بعدم وجود مدّة معینة لطول العمر بالنسبة لأی کائن حی من الناحیة العلمیة بحیث یقطع بموته الحتمی لمجرّد حلول تلک المدّة، بعبارة أخرى صحیح أنّ القوى البدنة للإنسان بالتالی محدودة مهما کانت و آیلة إلى الافول، إلاّ أنّ هذا لا یعنی عدم إمکانیة عیش و تعمیر إنسان أو کائن حی آخر لأکثر من المدّة العادیة، و مثلا حین یبلغ الماء درجة المئة الحراریة فإنّه یغلی، و إن بلغ الصفر یجمد، فإن بلغ الإنسان مئة و خمسین سنة توقف قلبه عن الدق و حلّ أجله، بل معیار طول عمر الکائنات الحیّة یعتمد إلى حدّ على أوضاع وظروف الحیاة المعاشیة و یتغیر تبعاً لتغیرها.

و الشاهد الحی على هذا الکلام هو إنّنا نرى من جهة أنّ أحداً من علماء العالم و مفکریه لم یصرّح بوجود میزان معین لعمر الإنسان، و من جانب آخر فقد تمکنوا فی مختبراتهم أحیاناً من مضاعفة طول عمر بعض الکائنات الحیّة إلى ضعفین، بل و أحیاناً أخرى إلى أثنی عشر ضعفاً أو أکثر، و هم یبشروننا الیوم بأنّ عمر الإنسان سیزداد فی المستقبل عدّة أضعاف عمره الفعلی فی ظل تطور الأسالیب العلمیة.

هذا خلاصة الکلام بشأن مسألة طول العمر.

و أمّا بالنسبة للطعام و الشراب فی هذا النوم الطویل، فلو کان النوم عادیاً لکان الحق لمن أورد الإشکال فی أنّ هذه القضیة لا تتفق و أسس العلم، لأنّ إستهلاک طعام البدن حین النوم العادی أقل منه عادة فی الیقظة، و على هذا الأساس فسیکون کثیر جداً بالنسبة لتلک السنوات المدیدة، ولکن ینبغی الإلتفات إلى وجود نوم فی عالم الطبیعة یکون إستهلاک طعام البدن فیها قلیلا للغایة.

 

الطریق الخامس السبات الشتوی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma