یمکن عنوان المسألة بصورتین:
الاُولى: عنوانها کمسألة اُصولیّة، بأن یقال: هل الأخبار الضعاف فی المستحبّات فی حکم الأخبار الصحاح فی الواجبات أو لا؟ وهذا ما یعبّر عنه بالتسامح فی أدلّة السنن، ولا یخفى أنّها حینئذ مسألة اُصولیّة لأنّه یبحث فیها عن الحجّیة وعدمها.
والثانیة: عنوانها کقاعدة فقهیّة بأن یقال: هل الخبر الدالّ على ترتّب ثواب على عمل یدلّ بالاژلتزام على استحباب ذلک العمل شرعاً أو لا؟ وهذا بحث فقهی حیث یبحث عن أحد الأحکام الخمسة، وهو الاستحباب، وقاعدة فقهیّة من باب أنّه کلّی لیست عهدتها على المقلّد.
ربّما یقال: بإمکان کون هذه المسألة مسألة کلامیّة لأنّها تبحث عن ترتّب الثواب على العبادات الاحتیاطیّة وعدمه، والبحث عن الثواب والعقاب إنّما هو من شأن علم الکلام.
لکن قد مرّ فی بعض الأبحاث السابقة أنّه لو کان الأمر کذلک للزم أن یکون قسم عظیم من الکتب الفقهیّة داخلا فی علم الکلام، وهو کما ترى، بل معیار المسألة الکلامیّة إنّما هو البحث عن وجود أصل الثواب والعقاب فی یوم القیامة على نحو الکلّی لا البحث عن مصادیقهما.