إنّ اختیار هذه العبارات الأربع وترتیبها مع بعضها کما أشرنا کراراً لیس عبثاً واعتباطاً، بل للعلاقة القائمة بینها. أمّا «بسم الله الرحمن الرحیم» فلأنّ کل عمل ینبغی أن یشرع فی الثقافة الإسلامیة باسم الله، وکل فعل حسن لا یبلغ هدفه مالم یبدأ باسم الله»(1)وأمّا تکرار «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله» فی کل یوم لنؤمن بأنّ القوى والقدرات کافة منه، والحائل بیننا وبین المکان هو ذلک القادر المطلق، وإننا لا نقوى على الإتیان بعمل ولا نقوى على دفع الموانع دون أن نستند إلیه تعالى. وأمّا إسناد جمیع الأمور لله العالم بالسر والعلن والتوکل على تلک القدرة المطلقة فذلک إننا نعرض له بکل کیاننا قائلین: اللّهم إننا لا نملک لأنفسنا شیئاً ولسنا قادرین على شیء دون الرکون للطفک والتوکل على قدرتک وعلمک، وکل ما هنالک فمنک وبیدک.
وأخیراً نتوسل فی الختام بالأربعة عشر معصوماً(علیهم السلام) کأن یقال «اللّهم صل على محمّد وآله وأمیرالمؤمنین والأئمّة المعصومین». والإنسان بإتیانه بهذه الأعمال الأربعة والإیمان بمضامینها یأمن شر ذلک الیوم، من جمیع الشرور; شر النفس وشر الشیاطین والجن والإنس والآفات والبلایا والحوادث وبالتالی الأمان من کل شرّ.
 
التخلق بصفات الله:
المسألة المهمّة فی أذکار الله، التخلق بالأذکار; أی أنّ الذکر لا ینبغی أن یکون مجرد لقلقة لسان، بل لابدّ أن یخترق روح الإنسان وقلبه ویترک أثره علیه ویصبغ الإنسان بصبغته. فإن قذفت قطعة حدید باردة فی نار مستعرة تصبح بلون النار وتتخلق بأخلاق النار.
وعلیه نحن أیضاً حین نکرر هذه الأذکار لابدّ أن نمد بالتدریج جسراً من ألسنتنا إلى قلوبنا ونؤمن بمضامینها.
الختام

1 . مر شرح هذا المطلب فی الحدیث الأول.