لحسن العاقبة أهمیّة فائقة. ومن هنا فالدعاء بعاقبة الخیر عظیم الأهمیّة. واستناداً لهذا الأصل «إنّ الأجل مباغت» ولا فرق فی رسالة الأجل بین المعافی والمریض والکهل والشبّاب والرجل والمرأة والصغیر والکبیر والعالم والجاهل واللیل والنهار وسائر الأمور، فالإنسان ینبغی أن یحذر عاقبته. فبعض الأشخاص یکونون حین الموت أسوأ الأحوال کمجلس المعصیة وحین السکر وفی حالة السرقة وما شابه ذلک. والبعض الآخر فی أحسن الحالات کأن یصلی الصبح ویوفق فی سجدة الشکر للقاء الله أو عند الطواف فی الکعبة أو الصوم أو فی الجبهة حین القتال وتفیض روحه. فقد أوصینا بالتأهب دائماً، فإن ارتکبنا ذنباً التفتنا وإن کان لأحد حق فی أعناقنا أعدناه ولا نفوض للآخرین أو نسوف هذه الأعمال. فمعیار الفلاح العقیدة والإیمان حین موت الإنسان; فما أکثر الأفراد الذین حسنت عاقبتهم ولم تکن مسیرتهم صحیحة(1) وبالعکس کان هنالک العدید من الأفراد الذین یبدو أنّهم کانوا على طریق الحق ولکن ساءت عاقبتهم!
وسرّ حسن عاقبة الشخص أن یکون متأهباً دائماً ویؤدّی حقوق الله والناس، ذلک لأنّه یستطیع إطفاء النار بقطرات دموعه فی حیاته، بینما تغلق صحف الأعمال بعد الموت وتفوت فرصة التدارک.