إقترنت قوتان مع بعضهما فی جمیع عالم الوجود; قوة دافعة وأخرى طاردة. وتوازن هاتین القوتین یؤدّی إلى النظام فی عالم الوجود. فهنالک قوة دافعة فی السماوات توجب حرکة سیارات المنظومة الشمسیة (قوة الهروب من المرکز) وأخرى توجد حالة التوازن هی قوة الجاذبیة. وهاتان القوتان موجودتان لدى الإنسان. فبعض الأعصاب قوّة محرکة وبعضها الآخر جاذبة وتدعوان إلى توازن جمیع أعضاء الإنسان. فالأعصاب السمیثاویة والبارا سمیثاویة عنصران محرک وجذب داخل بدن الإنسان ویستفید الأنبیاء فی دعوتهم من هاتین الوسیلتین، وبتعبیر القرآن کانوا مبشرین ومنذرین، یعدون بالجنّة ویحذرون الناس من عذاب نار جهنم. وهکذا قوانین الشریعة المقدسة والتشجیع الإسلامی کذلک القسم من الزکاة المخصص للمؤلفة قلوبهم(1) قوة محرکة. وقوانین العقوبات الإسلامیة من قبیل القصاص والدیات والحدود قوى جاذبة. على کل حال مجموع العالم توازن هاتین القوتین. والروایة المذکورة تصرح بهذا الموضوع على أنّ للإنسان قوتین العقل والحلم، قوّة العقل المحرکة کالسیف القاطع تسوق إلى الحرکة وقوّة الحلم الجاذبة التی تسیطر على أعمال الإنسان فاقمع الهوى والهوس بسیف العقل القاطع واستر نقص الخلق بقوة الحلم. ولو مزج الناس هاتین القوتین لکان المجتمع سلیماً معافى.