الناس على نوعین فی تعاملهم مع الحقائق والوقائع: قسم یسلم للحقائق ویقرّ بها مهما کانت مریرة ویعتبر بما حدث لإصلاح ذاته. أمّا النوع الثانی والذی لیس بالقلیل للأسف یتنکر للحقائق ویهرب منها، والحال، الهروب من الواقعیات والتغطیة على الحقائق لا یحل من مشکلة ولا یعتبر خدمة لأحد. ولهذا فإنّ الأصدقاء الذین یسعون بدلاً من النقد البنّاء إلى کتمان العیوب ویغطون على المعایب أو یبدونها حسنات فإنّهم لا یقدمون أدنى خدمة فی عالم الصداقة فحسب، بل یرتکبون خیانة عظمى، وهی الخیانة التی قد یکون ثمنها حیثیة وسعادة صدیقهم.(1) وعلى هذا الأساس فإنّ الإسلام لا یأمر بالإبتعاد عن مثل هؤلاء الأصدقاء فحسب، بل یوصی بأنّ الإنسان المؤمن مرآة أخیه المؤمن.(2) یعکس جمیع الحقائق دون نقص لإخوته المؤمنین لیسعى من خلالها للإصلاح ورفع تلک العیوب.