الحج من أهم العبادات وله أبعاد مختلفة، کل منها أهم من الآخر. والبعد الأخلاقی الذی خاض فیه الإمام(علیه السلام) فی هذه الروایة أحدها. ولیست هنالک من عبارات أروع من هذه العبارات بشأن الحج; فالکعبة ینبوع الفیض الإلهی، والکعبة کهف المسلمین الآمن إزاء المصائب والمصاعب، وبالتالی الکعبة کعرش الله موضوع طواف ملائکته المقربین. وعلیه لابدّ أن یکون الحج مرکز وکهف المسلمین تجاه العواصف والمحن والبلایا، والحج لابدّ أن یروى العطشى. لکن نشعر الیوم بخطرین یهددان بزوال روح الحج، من الضروری الإلتفات إلیهما:
1. الترکیز المفرط على الجانب المادی لرحلة الحج وجعل مکة والمدینة کسوق لعرض  السلع المطلوبة أو شرائها والسفر هناک لهذا الغرض هو أحد المخاطر التی تهدد فلسفة الحج. للأسف أن هدف بعض الحجیج منذ القدوم حتى الرحیل جلب البضائع. والحال فلسفة الحج أن یفارق الإنسان لمدّة قصیرة الحیاة المادیة والدخول فی أبعاده المعنویة. أمّا التوجه الاقتصادی الکاذب والترکیز المتزاید على جلب البضائع تؤدّی إلى الإستغراق فی المادیات.
2. وینظر إلیه البعض الآخر کسفر ترفیهی. ومن هنا یفکرون دائماً فی أحسن الأماکن المسکنیة وأطیب الأطعمة وأرفه الوسائل النقلیة وسائر الإمکانات والخلاصة یرکزون على الجوانب المادیة للحج. وهذا خطر آخر یهدد الحج. والثورة الإسلامیة حفظت فی ظل الدین. ولذلک یسعى أعداء الثورة للحد من قوّة البعد الدینی أو إفراغه من محتواه. وعلیه فالمسلمون موظفون للإتیان بقوة بدعاء کمیل والندبة وزیارة عاشوراء وماشابه ذلک ومراسم الإعتکاف وصلوات الجمعة والجماعة والعبادات الاجتماعیة کالحج والعمرة لیردوا کید الأعداء فی هذه المؤامرة إلى نحورهم وتطیش سهامهم.