جمیع موجودات عالم الوجود واهبة طبیعیاً وتضع ما تملک تحت تصرف الآخرین، ویمکن الاشارة إلى الشمس من هذه الموجودات، فالشمس تفیض على الدوام الضوء والحرارة والطاقة على عالم الوجود. وتفقد الشمس إثر هذا الفیض ثلاثمائة ألف ملیون طن من وزنها یومیاً. إلاّ أنّ هذا الکائن العظیم البرکة کالشمع یشتعل لیضیىء محفل کائنات المنظومة الشمسیة. وقد خلقت للإنسان زهرة وجود العالم والذی سخر لأجله جمیع الکون وله مقام یفوق الملائکة فهو خلیفة الله فی الأرض والذی ینبغی أن ینسجم مع هذا القانون الکلی فلا یحرم الآخرین ممّا لدیه من إمکانات ولا یکون قطعة شاذة ضمن کائنات العالم الفیاضة. فهل یجدر بهذا الإنسان الذی یطلب من الله کل شیء ویرجو أن یقضی جمیع حوائجه ویهبه کل مایسأله بینما یبخل هو ولا یلبی حاجة الآخرین؟ الروایة المذکورة توصی الجمیع بالانسجام مع نظام الوجود وعدم التقتیر على الآخرین بکل ما یملکون من قوة. وللجود والکرم آثار مهمّة فی الدنیا والآخرة وآثاره المعنویة کثیرة یمکنه حتى إنقاذ الإنسان الکریم العدیم الإیمان من النار! روی عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال لعدی بن حاتم الطائی: «دفع عن أبیک العذاب الشدید لسخاء نفسه»(1) والمباحث المتعلقة بالجود واسعة(2)نکتفی هنا بهذا المقدار على أمل أن ننسجم مع سائر کائنات عالم الوجود فنشرک الآخرین فی إمکاناتنا.

1 . بحار الأنوار، ج 68، ص 354.
2 . راجع شرح هذه المباحث فی الأخلاق فی القرآن، ج 2، ص 385.