الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
101 نتیجة المعرفة 102 علامة التدین


ماالمراد بالمعرفة الواردة فی الروایة التی توجب الزهد فی الدنیا وعدم التعلق بها؟ للإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الإلتفات إلى ثلاثة أمور:
1. المراد من هذه المعرفة معرفة الله، أی لو کان اللإنسان قبس من معرفة الله وصفات جلاله وجماله لزهد فی الدنیا ولما خضع قط للدنیا. فمن عرف الله أدرک أنّه بحر الکمال وعالم الوجود برمته ورغم کبره فهو أصغر من الندى فی مقابل أعظم المحیطات! مما لاشک فیه أن هذا الإنسان لا تأسره الدنیا ومثل هذا الإنسان الذی وصفه على(علیه السلام) «عظم الخالق فی أنفسهم فصغر ما دونه فی أعینهم»(1) لا یغتر بالدنیا. وعلى ضوء هذه النظرة یرى(علیه السلام) الدنیا أهون من ماء أنف حیوان.(2)
2. المراد معرفة نفس الدنیا، أی أنّ الإنسان لو عرف الدنیا المتقلبة الغادرة، الدنیا التی یمکن أن تنکب الإنسان لیلة فتقذفه من أوج الثروة والقدرة فی منتهى الفقر والفاقة، الدنیا التی تسلب الإنسان صحته وعافیته فی لحظة، الدنیا التی تبتلع فی حادثة خلال لحظة کل أصحابه وقرابته وأهله، فهل یمکن التعلق بمثل هذه الدنیا؟ إذن فأصحاب الدنیا المتهافتین علیها لم یعرفوها، ذلک لأنّهم لا یخضعون لها لو کانت لدیهم أدنى معرفة بطبیعتها وماهیتها.
3. معرفة المقام وقیمة الإنسان مدعاة لعدم التعلق بالدنیا. فلو علم الإنسان قدره وعرف وزنه وقیمته لما باع نفسه بمقام زائل ولا حطام من المال. فهذا المتاع القیم الذی یمکنه أن یکون أفضل من الملائکة لا ینبغی بیعه رخیصاً، لا ینبغی بیعه بأقل من الجنّة ورضوان الله. أما من لا یعلم أنّ الإنسان خلیفة الله وسجد له جمیع الملائکة یبیع نفسه بالتافة، على غرار الجاهل الذی یبیع الجواهر الثمینة بالتافه! ولیس هنالک مایمنع من الجمع بین التفاسیر الثلاثة; أی أنّ معرفة الله والدنیا وذات الإنسان توجب عدم تعلق الإنسان بالدنیا بل زهده فیها. 


1. نهج البلاغة، الخطبة 193.
2 . نهج البلاغة، الخطبة 3.

 

101 نتیجة المعرفة 102 علامة التدین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma