متعارف لدى العرب أنّهم یعرضون «نسب» و«حسب» الشخص حین یریدون بیان شخصیته. والمراد من النسب أنّه إبن من ومن أیّ قبیلة؟ وأمّا الحسب فیعنى لغویاً: المفاخر، غایته أنّ الشخص ربما یبین مفاخر أجداده أحیاناً وأخرى مفاخره; مثلاً الکرم یعتبر حسباً وشرفاً للشخص الکریم وإن لم یکن أجداده کرماء. وقد رسم الإمام(علیه السلام) فی هذه الروایة صورة واضحة للحسب والنسب فبیّن «أنّ أرسخ وأشدّ الأنساب الحبّ والمودّة». سئل أحدهم: ترید صدیقاً حمیماً أم أخاً، قال: أرید أخاً یصبح لی صدیقاً حمیماً، وهذا هو المطلب الذی أشیر إلیه فی الروایة المذکورة. حقّاً إنّ الحبّ یفعل المعجزة، فالحبّ ربّما یهدىء روع أعدى الأعداء. وهو وسیلة عظیمة للموفقیة فی الدنیا والآخرة ورصید ضخم للتبلیغ وطرح الدین الإسلامی على جمیع أبناء الدنیا.
ثم قال(علیه السلام): إنّ أعظم ما یفخر به، العلم والمعرفة. وبالنظر إلى ذکر العلم بصورة مطلقة فی الروایة فإنّه یشمل کل نوع علمی سوى العلوم المحرمة والمکروهة. والخلاصة هناک عاملان مهمان فی النجاح: العلم والحب.