بیّن تعالى أنّ فلسفة وأساس خلقة الإنسان، الإمتحان. ولذلک فالدنیا بمنزلة جلسة إمتحانیة کبرى والقیامة زمان إعطاء النتائج! وعلیه فلا ینبغی الدعاء اللهم لا تبتلنا وتمتحنّا، لأنّ هذا الدعاء یتنافی مع هدف الخلقة وبعید عن الإجابة، بل لابدّ من دعائه بعدم التشدد بالامتحان، اللهم لا تمتحنّا بالأمور التی لا ننجح فیها. وامتحانات الله وسیلة السمّو والتکامل، إلاّ أنّ هنالک ثلاثة أمور أهم ممّا سواها وردت فی هذا الحدیث هی:
الأمر الأول: المال والثروة، فالثروة الضخمة إحدى العناصر الإمتحانیة التی وردت الإشارة إلیها فی هذه الروایة. وجنی الثروة التی تفوق الحد وعدم إنفاقها کحمل المواد الغذائیة الکثیرة من قبل متسلق جبل لا ینوی البقاء لأکثر من یوم واحد على الجبل ثم یضطر لترک مابقى لدیه هناک ویعود! وینجح فی هذا الإمتحان من لا یفقد عقله ویضحی بفطنته بامتلاکه للمال والثروة.
الأمر الثانی: مصائب الحیاة ومشاکلها والتی یتطلب النجاح فی امتحانها قدراً من الصبر والتحمل وسیکون مأجوراً فی هذه الحالة. فإن جزع ولم یصبر فسوف یفشل فی الإمتحان وهو مأزور ثقیل ذنبه.
الأمر الثالث: المنصب والمقام، وکثیرون هم الأفراد الذین ما إن ینالوا مقاما حتى ینسوا کل ماضیهم ویتلوثوا بکل شیء. والعاقل من لا یرى أی شیء یصده عن رؤیة الحقائق أونسیانها. وهنالک العدید من الأحرار وفی أوساط العلماء وأعلام الدین الذین حفل بهم التأریخ البشری.