الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
10. هل الأکثریة معیار مطلق؟ 11. الإحسان


إحدى آفات عقل الإنسان استسلامه للأکثریة فی المجتمع والذی ورد النهی عنه فی الآیات القرآنیة وروایات المعصومین(علیهم السلام); بل ورد فی بعض هذه الآیات مدح الأقلیة وذم الأکثریة، مثلا جاء فی الآیة الشریفة 116 من سورة الأنعام: (وَإِنْ تُطِعْ أَکْثَرَ مَنْ فِی الاَْرْضِ یُضِلُّوکَ عَنْ سَبِیلِ اللهِ). أضف إلى ذلک فقد وصفت هذه الأکثریة فی أکثر من عشر آیات بالجهل وفی خمس بالجحود وفی أربع بفقدان الإیمان. وبالنظر لما یستفاد ممّا ورد فی الآیات والروایات من ذم الأکثریة، ومن جانب آخر یطالعنا الکلام فی عالمنا المعاصر عن الأکثریة وأنّ معظم القضایا المصیریة الیوم تدور حول محور الأکثریة، ترى ما هو المعیار؟ الجواب: إنّ المجتمعات البشریة مختلفة، فالمجتمع الذی یتولّى إدارة شؤونه الصلحاء تکون التقوى والصلاح فی تبعیة الأکثریة، أمّا إن تولّى ذلک عبدة الأهواء فإنّ الإسلام لا یوصی قط باتباع الأکثریة العابدة للأهواء، لأنّ ذلک لا ینسجم مع العقل والمنطق. بعبارة أخرى إنّ  الإسلام یدعو إلى اتّباع الأکثریة الکیفیة لا الأکثریة الکمیة! ومن هنا قال تعالى فی الآیة الشریفة السابقة من سورة هود والثانیة من سورة الملک: (لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)ولم یقل «أکثر عملا» لأنّ الأکثریة الکیفیة هی المهمّة لا الکمیة! ولکن ینبغی الالتفات إلى هذه النقطة وهی أنّ مسألة اتّباع الأکثریة فی عالمنا المعاصر سبیل بائس! حیث لا یوجد فی المجتمعات غیر الدینیة معیار للأکثریة الکیفیة، والجمیع یدّعون أنّهم الأفضل. وعلیه فهم مضطرون للعمل طبق رأی الأکثریة لحفظ نظام المجتمع; وإن کان العالم والمدیر والمدبّر بمقتضى ذلک على رأی واحد، والفرد الأمی والجاهل على رأی واحد کذلک! وعلیه فالآیات المذکورة وأمثالها لیست بشأن المجتمع الصالح والسلیم.
لا ینبغی أن نتبع الأکثریة فی سلوکنا الأخلاقی، وإن اضطررنا للإتباع فی حیاتنا السیاسیة. وعلیه لو أکلت اکثریة الناس على الأرض المال الحرام ولم تتورع عنه فلا ینبغی أن نتبع هذه الأکثریة. ولو کذبت هذه الأکثریة حین تتعرض مصالحها الشخصیة للخطر فلا ینبغی أن نفارق صف الجماعة الصادقة بحجة کوننا أقلّیة ونخشى قلّة الصادقین فنلتحق بصف الکاذبین. فالإنسان المؤمن لابدّ أن یکون مستقلا فی المسائل الأخلاقیة، أی لو تلوث جمیع من على الأرض (فرضاً) بالخمر فلا ینبغی له أن یستوحش من وحدته فی هذا المسیر ویحتذی بمنطق «حشر مع الناس عید» أو یقول: «من یقول الصدق لنصدق نحن؟».
وما شابه ذلک; ذلک لأنّ هذه الأعذار لیست مقبولة یوم القیامة فالإنسان یعیش الصلاح ویطوی مسیرته إلى الله حین لا یصغى لما یقوله الآخرون، بل یرى ماذا یقول الله. اللهم اجعلنا من سالکی طریق الحق، وأزِل عنّا وحشة الوحدة فی هذا الطریق.


 
 

10. هل الأکثریة معیار مطلق؟ 11. الإحسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma