عادة ماتکون للذنوب التی یقارفها الإنسان جذور نفسانیة; أی له خلق وطبع سبّب هذه الذنوب. مثلاً الشخص الذی یغتاب إنّما یرتکب ذلک لحسد فی خُلُقه. أو الشخص الذی لا یتورع عن مال الحرام لأنّه ذائب فی الدنیا وحریص وطویل الأمل فیتعلق بالدنیا. أو الشخص الذی یحقر الآخرین إنّما یرتکب هذه السیئة بسهولة لأنّه متکبر ومغرور. والحال لو تعرّف الإنسان على هذه الذنوب وأصلح جذوره النفسیة لجفت لدیه منابع الذنب. أمّا إن لم یلتفت إلى هذه المنابع واستغرق فی معالجة الغصون فسوف لن ینجح.
ویتضح من هذا المطلب لم کان عدم معرفة جذور النفس من أکبر الذنوب.
سؤال: لم لا یلتفت الإنسان إلى عیوبه؟ لم یلتفت الإنسان إلى شوکة فی رجل غیره بینما یغفل عن حدبة على ظهره؟
الجواب: الإنسان محبّ لذاته وإن اشتد حبّ الذات غفلَ الإنسان عن رؤیة عیوبه، بل یحسب عیوبه محاسن. کالفرد العاجز عن العمل والأنشطة الاقتصادیة وکسل ویحسب نفسه زاهداً! أو شخص فاحش وبذیء ویرى نفسه شجاعاً! وتجاوز حب الذات من أعقد المشاکل الأخلاقیة وآخر عقبة کؤود فی السلوک إلى الله والتی یقال لها فی العرفان «الأنانیة».
سؤال: ماذا نفعل لمواجهة هذه المشکلة؟
الجواب: هنیئاً لأولئک الذین یعرضون أنفسهم للانتقاد ویتعرفون من خلال ذلک على عیوبهم، وأما من لم یکن کذلک فعلیه أن یقوم بهذین الفعلین على الأقل:
1. أن ینتخب بعض الأصدقاء الصاعاء لیکونوا له مرآة عاکسة لعیوبه ویکون مصداقاً للحدیث «أحبّ إخوانی إلیَّ من أهدى عیوبی إلیَّ»(1).
2. أن یرى ما العیب فی الآخرین فیسعى لاجتنابه; وهذا مثال بسیط: لو احتاج آنیاً لمساعدة جاره ولم یساعده وذمه، فلیحذر إن طلب منه جاره فلیسارع لنجدته.
اللّهم وفقنا فی مکافحتنا للأنانیة وحبّ الذات المفرط. 

1 . بحار الأنوار، ج 71، ص 282.