هنالک العدید من التعبیرات فی الروایات التی تصرح بعزة وعظمة المتقین فی الدنیا. قال تعالى: (للهِِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ)(1). من جانب آخر جاء فی بعض الروایات أنّ الذنب الفلانی یذهب بحیثیة الإنسان ویحط من قدره. ویستفاد من مجموع هذه المطالب وجود العلاقة بین التقوى وقیمة الإنسان فی الدنیا. وتتحدث الروایة المذکورة عن هذا المطلب وترى أنّ الظفر بالشخصیة الاجتماعیة المرموقة فی ظلّ الابتعاد عن المعصیة وطاعة الله تعالى، أی أنّ الثواب والعقاب لیس جزاء المحسن والمسیء فقط، بل للطاعة والمعصیة آثار فی هذه الدنیا. وبعبارة أخرى أنّ الدین لیس فقط لعالم الآخرة، بل مفید للدنیا أیضاً. مثلا إن الإنسان الذی یکذب ربّما یخفى کذبه على الناس أیّاماً، لکنّه یفتضح فی النهایة وبعد فضیحته یفقد ثقة الناس به.
وعلیه فالتقوى شجرة یستفاد من ثمارها فی الدنیا والآخرة. ولا ینبغی ضمناً أن ننسى أن نبته التقوى تحتاج الى الری والمراقبة کل یوم وإلاّ تذبل لابدّ من الاستغفار والتوبة لیل نهار. ولابدّ للإنسان أن یستودع الله نفسه ویراقب جوارحه حین یغادر بیته.