المشورة من الوصایا الإسلامیة المهمة التی لها صدى واسع فی الآیات القرآنیة والروایات الإسلامیة، بحیث سمّیت بهذا الاسم إحدى السور القرآنیة. فمشورة الأفراد من ذوی الخبرة لها دور فی تقدم مشاریع الإنسان الصحیحة والبناءة وتختزن الکثیر من الآثار والفوائد. ولکن بنفس المقدار الذی تلعبه المشورة مع الأفراد المعنیین فی تطور المشاریع الصحیحة فإنّها تنطوی على أضرار کثیرة إن کانت مع الأفراد الذین یتّصفون بنقاط ضعف معینة وعادة ما تعطی نتیجة معکوسة، ومن هنا أکّد أمیرالمؤمنین(علیه السلام) على التحفظ من استشارة ثلاث طوائف سیما فی الأمور الاجتماعیة المهمّة وهی:البخلاء والجبناء والحریصون; فالبخیل یقبض ید الإنسان لیصده عن بذل نعم الله وهباته، والجبان یضعف الإرادة حتى لا یتجه صوب الأعمال المهمّة،والحریص یشجع الإنسان على الحرصوالولعوالتعدی على حقوق الاخرین(1).