الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
66 نهایة الحیاة 67 عاقبة المتقین والآثمین


رسم الإمام(علیه السلام) بهذه العبارات الثلاث العمیقة المعنى ختام حیاة الأنسان، کما حذر من حقیقة الدنیا وماهیتها والخطر الکامن فیها المحفوف بالموت بغیة یقظة الإنسان وهدایته. والعبارة: «فقد أظلکم» تقال حین وقوع حادثة فی غایة القرب ولیست هنالک من مسافة تبعد عنها. فإن قیل: أظلتک الشجرة وإنّک مستریح فی ظلها، معنى ذلک أنک قریب جدّاً من تلک الشجرة. وترد بشأن هذه العبارة ثلاثة أسئلة».
السؤال الأول: هذا الظل کنایة عماذا؟
الجواب: یمکن الاشارة إلى عدّة أمور ومنها الحوادث التی تعتری حیاة الإنسان ومختلف الأمراض وموت الفجأة والسکتة والزلازل والأحداث وما شابه ذلک.
السؤال الثانی: إن کان الأمر کذلک والموت قریب ولابدّ من التأهب له فکیف یحصل هذا التأهب؟
الجواب: لابدّ أن نستعد للموت من خلال التوبة وتهذیب النفس وأداء الدیون وحقوق الناس والإتیان بالصالحات ومساعدة الناس وذکر الله على کل حال وما شابه ذلک من أمور.
السؤال الثالث: مَن خوطب بکلام الإمام(علیه السلام) ؟
الجواب: مایستفاد من العبارة «فقد أظلکم» أنّ مخاطب الامام(علیه السلام) جمیع الناس وقد ألقى الموت بظلاله على الجمیع.
ولعل موت الفجأة فی هذا العصر طبق وجهة نظر، من ألطاف الله! بمعنى حیث ازدادت أسباب الهوى بالنسبة للماضی وأغفلت الإنسان عن الموت فإن موت الفجأة یفیقهم من الغفلة. «وکونوا قوماً صیح بهم فانتبهوا» إشارة الى الجماعة والقافلة التی نامت لیلاً ودقّ مرشد القافلة جرس الخطر فجأة وأمر بالرحیل، فنهض أهل القافلة من النعم ونظروا حولهم لیظفروا هناک بموضع السفرلا البقاء! فالإنسان والدنیا کأهل هذه القافلة وموضع السفر. من الذی یصرخ بأهل القافلة؟ قال(علیه السلام): «کفى بالموت واعظاً»(1) فما الذی یقوله الموت بلسان لا لغة فیه؟ الموت إنطفاء، لکنه ملیىء بالضجیج. وعلیه فالموت والوفاة والمقابر والأمراض ومختلف الحوادث وکل هذه الأمور ناقوس خطر ویصدح بالحرکة ولکن لا أذن تسمع للأسف. «وعلموا أنّ الدنیا لیست لهم بدار فاستبدلوا» فإن أفقتم من نوم الغفلة وفهمتم أنّ الدنیا کمکان نوم المسافر ولا مجال للبقاء فیه فاستبدلوا دنیاکم بالآخرة ولا تتوقفوا وواصلوا حرکتکم مع القافلة بإعداد الزاد والمتاع. فمّما لا شبهة وشک فیه أننا جمیعاً نُحمل مع هذه القافلة وهی سائرة لا محالة للموت. فما أحرانا أن نفیق من سبات الغفلة ونعدّ الزاد اللازم لهذا السفر.


1 . بحار الأنوار، ج 6، ص 132. کما وردت هذه الروایة فی بحار الأنوار، ج 64، ص 29 و ج 71،
ص 264 و ج 73، ص 322 و ج 77، ص 137 و 388.

 

66 نهایة الحیاة 67 عاقبة المتقین والآثمین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma