فیض الله مطلق ولطفه تعالى لا متناه، والعبادات تنبع من فیض الله. وعلیه فبرکات العبادة لامحدودة. نعم، برکات الصلاة والصوم وتلاوة القرآن وحج بیت الله وزیارة المعصومین(علیه السلام)وسائر العبادات خارجة عن الحدود; لأنّ مصدرها لا محدود. إلاّ أنّ العباد لیسوا متساویین فی الاستفادة من هذه البرکات، بل استفادة کل شخص تتناسب مع استعداده وتقواه وإیمانه. فالمطر ینزل بصورة لا محدودة، إلاّ أنّ حصة کل بقعة ومزرعة بقدر سعتها. واستفادة کل إنسان تتوقف على الظرف الموضوع تحت المطر. وإننا لنتجه حین العبادة صوب ینبوع الرحمة الإلهیّة المتدفق والمطلق اللامتناهی، إلاّ أنّ کل شخص یستطیع التزود من ذلک الینبوع بما یحمل من ظرف. تصور بستاناً ملیئاً بالفاکهة والکثیر من الأزهار  ویرده عدّة أفراد، فإن دخله راع لم یلتفت سوى إلى العلف الذی تتغذى علیه الأغنام، ویرده شخص آخر ویتناول من ثماره! وإن دخله الفیلسوف یتأمل قدرة الله ویقول فی نفسه یاله من صانع قدیر ابتدع کل هذا اللطف والجمال. نعم، کلّ یتزود حسب استعداده، بینما البستان واحد للجمیع. واستناداً لهذه المقدمة نعود الآن لشرح هذه الروایة. فقد أشار(علیه السلام)فی هذه الروایة. لهذا المطلب وبیّن أن حظ بعض المسلمین من الصلاة والصوم مجرد العطش والجوع والسهر، لکن بالمقابل هنالک البعض الآخر الذی یغسل جمیع ذنوبه فی شهر رمضان. فهذا یأخذ درس الاستقامة من شهر رمضان ویحبس الهوى والهوس والشیطان، وذاک یبلغ مقام التقوى، والبعض یتشرف حقّاً بضیافة الله ویتغذى على تلک السفرة الغناء بالأطعمة المعنویة المبارکة.
سؤال: ماذا نفعل لننتهل أکثر من العیون الجیاشة للفیض الإلهی؟
الجواب: علینا أن نرفع مستوى معرفتنا ونزید من استعداداتنا. ومن هنا کان شهر شعبان شهر التهذیب وشهر رمضان شهر الاستفادة والانتهال; ذلک لأنّ الإنسان ینبغی أن یهیىء نفسه قبل دخول الضیافة ویرتدی ملابسه النظیفة ولیس أثناء الضیافة! نحن أیضاً لابدّ أن نعد أنفسنا فی شهر شعبان للحضور فی هذه الضیافة الکبرى ونستغفر لذنوبنا ونسیطر على أعیننا وآذاننا وألسنتنا لتکون قلوبنا مرکز نور الله وآیات القرآن وننفتح على برکات شهر رمضان المبارک.