هنالک أنواع لذکر الله واستحضار خالق عالم الوجود، وأفضلها أن یعلم الإنسان بأنّه وجود تابع یعجز عن مواصلة حیاته لبرهة دون الإعتماد على الله. وتبعیتنا نحن البشر، بل جمیع الکائنات فی عالم الوجود، لله تعالى، کتبعیة شعاع المصابیح لمصدر الطاقة والذی یعتمد علیه ویحتاجه بدایةً واستمراراً. فإن بلغ الإنسان هذه المرحلة من ذکر الله وعدم الغفلة عنه عاش حالة من الطمئنینة القلبیة والروحیة فلا یفکر بالإعتماد على أحد سوى الله فیستحیل علیه مقارفة الذنب والمعصیة; ذلک لأنّ هذا الإنسان یرى نفسه دائماً فی محضر الله ویدرک أن جمیع النعم وبالتالی جمیع وجوده منه تعالى، ومن المؤکّد أنّ مثل هذا الإنسان لا یتلوث بالمعصیة، فالمعاصی تهجم على الإنسان حین یغفل عن الله(1). فمن عاش ذکر الله دائماً جانَبَ المعصیة.