شبّه أمیر المؤمنین(علیه السلام) الإنسان فی الدنیا بالمسافر العازم السفر إلى مکان بعید. فکل مسافر بحاجة إلى ثلاث: 1. وسیلة نقلیة مناسبة. 2. زاد ومتاع کاف، 3. جادة آمنة من الخطر. إن توفرت هذه الوسائل للمسافر فإنّه یصل لمقصده بسهولة. ونحن الناس مسافرون نحو الدار الخالدة وکسائر المسافرین بحاجة لواسطة نقل مناسبة وزاد ومتاع کاف وجادة آمنة ـ أشار الامام(علیه السلام) فی هذا الحدیث إلى هذا الموضوع على أنّ «الصبر» واسطة مناسبة لهذا السفر الطویل والخطیر; لأنّ الإنسان مالم یستقل مرکب الصبر یبقى فی العقبة الأولى والثانیة. والدنیا التی وصفها(علیه السلام) بأنّها محفوفة بالبلاء(1). لا تطوى دون الصبر. وعلیه فأفضل واسطة لهذا السفر، الصبر. ثم وصف(علیه السلام) التقوى کزاد ومتاع فی هذا السفر، فالتقوى والشعور بالمسؤولیة دافع للحرکة، ولا دافع للإنسان العدیم التقوى والشعور بالمسؤولیة للحرکة، کما أنّ المجتمع العدیم التقوى لا دافع لدیه للحرکة. ویعانی الیوم المجتمع العالمی من اللاتقوى. والأمّة إن أرادت الراحة فی حیاتها الدنیا علیها أن تتحلى بالتقوى فضلاً عن الوصول إلى الجنة وقرب الله فلابدّ أن تراعى التقوى فی جمیع مجالاتها، فهی لا تضمّن وصول القافلة إلى القرب الإلهی والمقصد المطلوب فحسب، بل یمکن لطلاب الدنیا أن یبلغوا أهدافهم بهذا الزاد والمتاع.