الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
2. إختلاف آثار العفو 3. الآثار المهمة للاذکار


یمکن تفسیر هذا الحدیث الشریف بصیغتین.
الصیغة الأولى: إنّ الإنسان الکریم حین یعفو عن شخص مذنب ویصفح عنه یحظى بحبه; لأن عفوه ممزوج بالکرم والتواضع، لکن عفو اللئیم والوضیع مدعاة للإفساد لأنّه مقرون بالمنّ والأذى وهذا فی الواقع مصداق من مصادیق: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَیْرٌ مِّنْ صَدَقَة یَتْبَعُهَا أَذىً وَاللهُ غَنِىٌّ حَلِیمٌ)(1).
الصیغة الثانیة: کان العفو فی التفسیر الأول من «الکریم» تارة و«اللئیم» تارة أخرى والذی کان أثران مختلفان بإلنسبة للمعفو عنه، أمّا فی التفسیر الثانی فالعفو والصفح تارة بشأن الشخص «الکریم» وأخرى الشخص «اللئیم» الخاطىء الذی حظى بالعفو. وطبق هذا التفسیر یکون معنى الروایة: إن حظى الإنسان الکریم الخاطىء بالعفو أدى ذلک إلى صلاحه، أمّا العفو عن الإنسان اللئیم والوضیع فلا یقتصر على عدم إصلاحه، بل یستغل  ذلک العفو فیصبح أکثر جرأة فیوغل فی الفساد، وعلیه فنتیجة هذا العفو الإفساد. والرسالة الأخلاقیة لهذه الروایة تبیّن أنّ العفو یجرى وفق نظام، فحین فتح النبی الاکرم(صلى الله علیه وآله) مکة أصدر عفوا عاما(2). فکان لذلک العفو بالغ الأثر الإیجابی على غالبیة أهل مکة، بینما استثنى بعض الأفراد الذین أبوا الإصلاح وأمر بقتلهم. قال تعالى بشأن ثمرة هذا العفو العام: (یَدْخُلُونَ فِی دِینِ اللهِ أَفْوَاجاً)(3). فکان هذا الإقبال العام على الإسلام دون أدنى إجبار وإکراه ثمرة عفو وصفح نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله). وهذه القضیة درس للجمیع ولا سیّما قادة المجتمع. وقد طرحت مسألة العفو والصفح بصورة واسعة فی آیات القرآن الکریم والروایات، ولا یسع المقام ذکر تلک الآیات والروایات(4).


1 . سورة البقره، الآیة 263.
2 . بینات، ج 2، ص338.
3 . سورة النصر، الآیة 2.
4 . راجع میزان الحکمة، ج 6، ص 358.

 

2. إختلاف آثار العفو 3. الآثار المهمة للاذکار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma