هنالک سبیلان لخلق وترسیخ الإیمان: الأول: العقل والبرهان. والآخر: الشهود والباطن. ولا یتسنى هذا الإیمان من هذین السبیلین دون إصلاح القلب. فإن أردنا الولوج من سبیل البرهان فإنّ هناک موانع إن قضینا علیها وفقنا بهذا الخصوص. فالشیطان مع ماله من ذکاء غفل عن مطلب واضح وقال حین سئل عن سبب عدم سجوده لآدم أسوة بسائر الملائکة: (لَمْ أَکُنْ لاَِّسْجُدَ لِبَشَر خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَال مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون)(1) والحال لم تکن عظمة آدم بجسمه، بل لروح الله التی نفخت فیه. إلاّ أنّ الشیطان لم یلتفت لهذا الأمر، حیث کانت لدیه عقبة تمنعه من المعرفة هی التکبر وحبّ الذات. وعلیه فالإنسان العابد الهوى لا یمکنه عبادة الله من خلال البرهان. والنتیجة إن أردنا الإیمان عن طریق البرهان لابدّ من إصلاح القلب. وأمّا إن ارید بلوغه عن طریق الشهود والباطن; الطریق الذی سلکه علی(علیه السلام): «ما کنت أعبد ربّا لم أره»(2) فمن الواضح أنّه یحتاج إلى قلب مستقیم وطاهر. لابدّ من نفض غبار القلب لیتسنى رؤیة الحبیب.