أخذ الله عهد أولئک الذین یعلمون، عدم الصمت إزاء الانحراف والاعوجاج والظلم وهضم الحق وسموم الأعداء لیضیئوا القلوب ویفیضوا علیها نورالهدى بمنطقهم وبیانهم المستدل المتین (فکل إنسان مسؤول بقدر مالدیه من علم وإن قلّ) کما لا ینبغی أن ینبری من لا یعلم لیقود الناس إلى الضلال. فذلک الصمت وهذا الکلام کلا هما یؤدّی إلى البؤس والشقاء(1). ویستفاد من هذه الروایة أنّه لا الصمت لکل شخص وحیثما کان یعد قیمة وإلاّ الکلام للجمیع وأینما کان. بل التحدث والتکلم من الأمور النسبیة تقیّم من خلال الأفراد والأزمنة والأمکنة.
فربما کان کلام شخص من أهم الواجبات وکلام آخر من أسوأ المحرمات! ولعل صمت إنسان فی موضع، عبادة وکلام نفس هذا الإنسان فی موضع آخر، عبادة.
وفعلى المؤمن العاقل والفطن أولاً: أن یلم بقدر من المعلومات بشأن کل موضوع یهمّ بالتحدث فیه. وثانیاً: أن یشخص الموقع والمکان وإلاّ لابدّ أن یصمت(2).