الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
83 القرآن ربیع القلوب 84 القرآن والغنى


العبارات الثلاث غایة الرفعة والمضمون سیما إن إلتفتنا إلى أنّ من ساق هذه العبارات الرائعة فی وصف القرآن مَن تربى فی أحضانه، ووقف إلى جانب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)منذ نزول الوحی حتى انقطاعه وکان من کتّاب الوحی. والخلاصة قائل هذه الکلمات من ینبغی أن نتعلم منه القرآن; لأنّ تلامذته ابن عباس وکبار مفسری القرآن فضلاً عنه(علیه السلام). واستناداً لهذه المقدمة القصیرة نسلط الضوء على هذه العبارات الثلاث.
1. «وفیه ربیع القلب»(1) ففی فصل الربیع تتفتح جمیع الأزهار وتورق الأشجار وتخضر الغابات والصحارى وتنضج الثمار، وبالتالی فإنّ الطبیعة برمتها حیة وجمیلة ورائعة وطریة. وإن هب نسیم القرآن على القلوب ینطلق ربیعها. فتتفتح براعم الأخلاق والصفات الحمیدة، وتنضبح ثمار التواضع والصبر والإستقامة وتذوب ثلوج وجود الإنسان التی ظهرت إثر ذنوبه وتزول بالتدریج ما بقی من آثار الشتاء من رائحة الموت. ومن الواضح أنّ ربیع القلوب یکون أثمر وأینع کلّما انفتحنا أکثر على القرآن.
2. «وینابیع العلم» ینابیع جمع ینبوع بمعنى العین، لیست عین واحدة بل فی القرآن عیون جمّة من العلم والمعرفة. ومن هنا نعتقد کلما زید التعامل مع القرآن وکثر فیه التفکیر والتدبر أمکن استخراج المفاهیم الجدیدة والمطالب الحدیثة، والدلیل على ذلک وجود الإشارات الحدیثة والمفاهیم الجدیدة فی کتب التفسیر الجدیدة بالنسبة للتفاسیر القدیمة. قال العلامة البلخی أحد علماء أفغانستان الذی قضى أربع عشرة سنة من عمره فی سجون الحکومات الأفغانیة: «وفقت طیلة هذه المدّة لختم القرآن أکثر من ألف مرّة، وکلما ختمته ظفرت بمطالب جدیدة لم أبلغها فی المرة السابقة». وقطعاً لو تکررت تلاوته لکشفت مطالب جدیدة. وقد کتبنا التفسیر الأمثل طیلة خمس عشرة سنة بصورة متواصلة دون توقف واستغرقت مدّة کتابة الدورة الأولى من نفحات القرآن سبع سنوات، بالتالی عملنا على القرآن ما یقارب اثنتین وعشرین سنة بحیث استمر هذا العمل فی السفر والحضر والنفی والبیت ولم یتوقف تحت أیة ظروف. لکن الآن حین أطالع القرآن أظفر بمطالب جدیدة فأدونها لأنشرها إن شاء الله فی المستقبل. نعم، فینابیع العلم فی القرآن الکریم لا تنضب أبداً.
3. «وما للقلب جلاء غیره» کلما شعرت بصدأ قلبک بفعل الذنب أو الغفلة عن ذکرالله أو الإبتعاد عن الحق وماشابه ذلک فافتح القرآن واتل آیاته وتدبرها لتجلی بها صدأ قلبک. علی(علیه السلام) لا یعرف المبالغة والإستغراق وما أورده فی هذه العبارات حقائق ناصعة لا تنکر، ولهذا جاء فی روایة أخرى: «لیس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى»(2). وبالنظر لما تقدم فلا ینبغی أن نتردد ونضعف لحظة فی العمل بالقرآن حذراً من أن یسبقنا الآخرون فی العمل به فیتحقق قلق على(علیه السلام) فی لحظاته الأخیرة «إیّاکم أن یسبقکم الآخرون للعمل بالقرآن»(3).


1 . وردت مثل هذه العبارات فی نهج البلاغة، الخطبة 110 و 198.
2 . نهج البلاغة، الخطبة 176.
3 . نهج البلاغة، الرسالة 47.

 
 

83 القرآن ربیع القلوب 84 القرآن والغنى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma