حیاة الإنسان حیاة جماعیة ولذلک لا یسعه العیش وحیداً، لأنّه یتخلف فی هذه الحالة عن کل شىء. ومن الواضح أنّ الحیاة الجماعیة والاجتماعیة بحاجة إلى رفیق وصدیق، لیواکب الإنسان ویعینه فی المصاب والبلاء والسراء والضراء. والحیاة دون رفیق مریرة وشاقة تؤدی إلى عذاب الروح البشریة، ومن هنا کان السجن الإنفرادی أقسى عذاب للإنسان السجین. وحسب هذه الروایة فإنّ خیر رفیق للإنسان حسن خلقه. فالأخلاق الحسنة تجذب الآخرین إلیه وبذلک یزداد أصدقاؤه، فالشخص الحسن الخلق یسارع جمیع الناس لرفقته. فربما یتحلى شخص بجمیع مواطن القوة کالمال والمقام والشخصیة والتحصیلات العالیة والاُسرة العریقة والمتدینة والعقائد الراسخة والعمیقة وما شابه ذلک لکنّه یفتقد الأخلاق الحسنة، فمثل هذا الإنسان یصبح ذلیلاً. وبالعکس لعلّ شخصاً لا یمتلک أیّاً من الأمور المذکورة لکنّه حسن الخلق، فمما لا شک فیه أنّ هذا الشخص عزیز عند الجمیع ینظرون إلیه باحترام. والروایة المذکورة إشارة إلى هذا الموضوع ومعناها أنّ حسن الخلق غطاء على جمیع المساوىء والعیوب ونقاط الضعف، کما أنّ سوء الخلق یلغی ویغطی على جمیع المحاسن وأمور الإنسان الإیجابیة. وقد جاء التأکید فی الآیات والروایات على مسألة الأخلاق لتأثیرها البالغ فی إدارة وزعامة المجتمع. ولاسیما أهل العلم الذین ینبغی أن یرکزوا على هذه المسألة، فیردوا بمرونه على الإساءات الخلقیة والإهانات حتى لا یتهموا بالعنف والغلظة.