هل للإیمان طعم خاص یمکن تذوقه؟
الجواب عن هذا السؤال واضح، فحین یراد بیان الإحساس التام بالشیىء عادة ما یعبّر عنه بالطعم. والمراد من تذوق طعم الإیمان إدراکه بجمیع الوجود والشعور باستقرار الروح والاطمئنان فی ظل الإیمان، وذلک الاستقرار والنور والمعنویة والحالة الخالصة التی یعجز عن وصفها کل لسان هی تلک اللذة الروحیة وحالة إنشراح القلب والصفاء والنور الذی یتعذر وصفه، مهما عبّر عنه کان علیلاً وهو حقاً لا یوصف ولا یدرک. وهنا لابدّ أن نرى ماالعلاقة بین هذه الخصال الثلاث وطعم الإیمان.
أ) الفقه فی الدین، أنى للإنسان بالاعتقاد المحکم والالتزام العملی بالنسبة لأحکام الدین مالم یمتلک المعرفة التامة بمختلف المسائل الدینیة، ومالم یحصل الإیمان والعمل المناسب فلا یمکن تذوق طعم الإیمان.
ب) الخصلة الثانیة التی لا یتذوق دونها طعم الإیمان هی الصبر عند المصائب. فما أکثر الأفراد الذین ینحنون مقابل المصائب والأحداث المریرة ویتشاءمون من جمیع الکائنات ویعترضون على الله قلباً أولساناً! فکیف لهؤلاء الأفراد أن یذوقوا طعم الإیمان؟ والحال للمصائب والصعاب فلسفة واضحة یدرکها المؤمن الحقیقی. فربّما تکون المصائب تحذیراً للإنسان حین الغفلة، وربّما تکون کفارة لذنوبه ومعاصیه، وفلسفة أخرى لا مجال لبحثها،(1)وکل ما ینبغی أن تعلمه أنّه لیست هنالک من حادثة اعتباطیة دون علة فی هذا العالم.
ج) وحسن التقدیر فی المعاش، ورابطة طعم الإیمان بحسن التقدیر فی المعاش فی أنّ الشخص إذا لم یکن له مشروع اقتصادی صحیح فی حیاته ومعاشه ونفقاته الیومیة ویعانی من المشاکل والذنوب والإسراف والإفراط فهو لا یتمکن قط من تذوق طعم الإیمان.
والنتیجة أنّ طعم الإیمان فی ظل المعرفة الدینیة والصبر على المصائب وتحمل المشاکل والمنهج الصحیح فی مجال المعاش.

1 . راجع هذه المباحث فی کتاب أصول العقائد، ص 93.