الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
95 الناس ثلاث طوائف 96 مشاکل النعمة


مضمون هذه الروایة مهم; لأنّ فهم وإدراک المخاطب کلما کان أرفع بین القائل الحکیم والعالم کأمیر المؤمنین(علیه السلام) مطالب أعمق. ولما کان المخاطب فی هذا الحدیث کمیل بن زیاد من خواص أصحاب الإمام(علیه السلام) وحافظ أسراره تکتسب هذه الروایة أهمیّة فائقة. «یا کمیل إنّ هذه القلوب أوعیة فخیرها أوعاها» فقد شبّه(علیه السلام)قلوب الناس بالأوعیة، ومن الواضح أنّ أفضلها ما کان استیعابه أکثر وقدرة حفظه أفضل. وعلیه فالقلب الأفضل ما کان أعظم استیعاباً للعلم والمعرفة. وتتضح نقطة مهمّة من مستهل الحدیث وهى: إنّ فیض الله کجمیع صفاته مطلق ولا متناه، فلم کانت استفاضة الناس مختلفة؟
وتتضح الإجابة عن هذا السؤال من خلال التمعن فی العبارة الأولى للحدیث فی أنّ القابلیات متفاوتة. والأوعیة التی أتى بها الناس لجمع المعرفة والإستفادة من الفیض الإلهی متفاوتة، ومن هنا کانت استفادتهم متفاوتة، فأمطار الرحمة الإلهیّة تنزل من السماء على جمیع أهل الأرض، لکنّها لیست متساویة جمیعاً فی الإستفاضة! بل تنتفع کل بقعة من المطر بقدر سعتها وقابلیتها. إذن کما إنّ المشکلة هنا لا تکمن فی المطر، بل فی الأرض، کذلک المشکلة لیست فی الفیض الإلهی، بل المشکلة فی سعتنا نحن الأفراد. وبعد أن لفت الإمام(علیه السلام)إنتباه کمیل لهذه النقطة المهمّة قال: «الناس ثلاثة» أی جمیع الناس ضمن إحدى هذه الطوائف الثلاث ولیست هنالک من رابعة، وعلینا أن نتأمل فی أیة طائفة نحن.
1. «فعالم ربانی» الطائفة الأولى العلماء الربانیون الذین یتولون تربیة الناس ویهذبون النفوس بنور علمهم کالشمس المشرقة، لا العلماء الساکتون القابعون فی زاویة; نعم العالم الذی یتصدى فی وسط المجتمع لإرشاد الخلق وهداهم. فیاله من فخر أن یستند الإنسان إلى منزلة الأنبیاء إن کنامن هذه الطائفة!
2. «ومتعلم على سبیل نجاة» طلبة العلوم الذین ینحنون للعلماء لیظفروا بالنجاة بالإستفادة من نور علمهم. والفارق بین الطائفة الاولى والثانیة کالفارق بین الشمس والقمر! فالشمس مصدر إنتاج النور، أمّا القمر فلا ینتج النور لکنه یستفید من نور الشمس ویعکسه لیستفید منه الآخرون. أفراد هذه الطائفة سعداء أیضاً ویسعهم بالجد والإجتهاد أن یکونوا فی زمرة الطائفة الأولى ویخوضوا فی تهذیب المستعدین من الأفراد.
3. «وهمج رعاع» الطائفة الثالثة من الناس ـ وتعدادهم لیس بالقلیل للأسف ـ الأفراد الحمقى والجهال فاقدوا الهدف والتخطیط الذین لانور لهم من أنفسهم ولا یستفیدون من نور هداة المجتمع. ولم یکتف الامام(علیه السلام) بعبارات قصیرة کما فعل بشأن الطائفتین الأولى والثانیة فخاض فی بیان تفاصیل هذه الطائفة، فذکر أربع خصائص لها هی:
أ) «إتباع کل ناعق» لیس لهؤلاء استقلال فکری وینطلقون خلف کل شعار، یتبعون البعض الیوم وغدا حین یرون ذلک البعض فی موضع سیىء یتظاهرون علیهم بالشعارات! 
ومن السذاجة الإستظهار بدعم هؤلاء الأفراد، فلا هتافاتهم «عاش، عاش» مدعاة للقوة ولاصراخهم «الموت، الموت» مدعاة لضعف.
ب) «یمیلون مع کل ریح» لیس لأفراد الطائفة الثالثة ضعیفى الإرادة من وزن من أنفسهم. ومن هنا لا یقدرون على حفظ أنفسهم إزاء العواصف الإجتماعیة، بل یتحرکون باتجاه کل ریح، بل یحرکهم حتى النسیم ویحملهم حیث شاء.
ج) «لم یستضیئوا بنور العلم» لم تستفد هذه الطائفة من نور علم هداة الأمّة وعاشت فی الظلمة. والعبارة فی الواقع علة بؤس وشقاء هذه الطائفة. وحیث لم یستفد هؤلاء الأفراد من نور هدى مربی المجتمع فهم أناس ضعاف الإرادة ولا وزن لهم ولم یعیشوا الحیرة والضلال فحسب، بل یعدون خطراً وتهدیداً لسائر الناس.
د) «ولم یلجأوا إلى رکن وثیق» هذه العبارة دلیل آخر على انعدام وزن الطائفة الثالثة، وحیث لیس لهذه الطائفة سند فی المجتمع، أی لیست هی بسند ولم تلذ بسند راسخ ومحکم، فأدنى نسیم یحرکها ویتغیر مسارها وتختلف ألوانها کل حین.
آلاف التحیة والثناء على قائل هذه الکلمات القیمة! وهنا لابدّ أن نختلی بأنفسنا لحظة ونستغرق فی التفکیرلنرى فی أیّة طائفة نحن. فإن کنّا فی الطائفة الأولى أو الثانیة شکرنا الله على هذه النعمة الفضیلة، وإن کنّا لا سمح الله فی زمرة الطائفة الثالثة فعلینا المسارعة لإصلاح أنفسنا، فالعذر متأخر.
 

95 الناس ثلاث طوائف 96 مشاکل النعمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma