الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
قبسات من السیرة العلویة
42 حصیلة اقتران الکسل بالعجز 43 حساب النفس


رائعة هی العبارة الواردة فی هذه الروایة، حیث بیّن(علیه السلام) طبق هذه الروایة أنّ مختلف الأشیاء ازدوجت واقترنت مع بعضها فی بدایة الخلقة، فازدوج کل شیء بما یناسبه وأخذت السنخیة والتناسب بنظر الاعتبار، فکان الکسل کفؤ وصنو العجز فازدوجا وکان حاصل ازدواجهما الفقر. فقد بیّن فی هذه الروایة عاملان وعنصران مهمّان للفقر یمکن اجتنابهما: العامل الأول، الکسل; وممّا لا شک فیه أنّ الکسل سبیل یؤدّی إلى الفقر. والعامل الثانی العجز وهو على نوعین:
أ) العجز الطبیعی کأن یولد الشخص أعمى.
ب) العجز الکاذب وهو کثیر. فالقوّة الحقیقیة لکل إنسان عشرة أضعاف قوته المستعملة. ویمکن لمس هذا الزعم عملیاً حین الغضب. ولو زال العجز عن المجتمع، العجز الذی یؤدّی إثر تلقین النفس إلى التقوقع والضعف والخمول ویثق أبناء المجتمع بأنهم قادرون، فمّما لا شک فیه سیحدث انقلاباً عجیباً فی المجتمع وسیکون جمیع أبناء المجتمع فاعلون وناشطون. وللفقر والعجز آثار سیئة جمّة، تقضی على دین الإنسان وإیمانه وموقعه، وتهز رکائز العزّة والاستقلال وتجعل الإنسان تابعاً. فقد أبدت إیران على عهد الشاه سلطان حسین درجة من الضعف بحیث سیطر علیها الأفغان ونهبوا خیراتها. ولکن نفس هذا الشعب الضعیف والعاجز حین خضع لإمرة نادر شاه وتجاوز ضعفه وعجزه نجح فی تطهیر بلده من دنس الأجانب وطردهم من أرضه. کما کان الشعب الإیرانی ضعیفاً وذلیلاً قبل الثورة، إلاّ أنّ طاقات هذا الشعب تحرّکت بنهضة الإمام الخمینى(قدس سره) لتوجه صفعتها الموجعة لصرح الطاغوت.
کما تمکن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) خلال مدّة قصیرة من فتح أغلب بلدان العالم بأولئک العرب البدائیین فی عصر الجاهلیة والذی یسود مجتمعهم مختلف صنوف الذل والهوان! وقد خسر الیابانیون کل وجودهم فی الحرب العالمیة الثانیة، لکنهم حفظوا إرادتهم وجهدهم فکافحوا بکل نشاط حتى سیطروا على الجانب الأعظم ـ فی الوقت الحاضر ـ من الأسواق العالمیة. فالأفراد الناجحون یباشرون نشاطهم قبل شروق الشمس ولا ینامون کثیراً ولیس لهم من تعطیلات طویلة وأساس نظامهم على السعی والعمل وعدم التعطیل. جاء فی الروایة أنّ العطسة من الرحمن والتثاؤب من الشیطان.(1) وفلسفة ذلک أن الإنسان یشعر بالحیویة بعد العطسة ویستعد للنشاط، لکن التثاؤب یرمز إلى الکسل والدعة والرغبة بالنوم. والنقطة الأخیرة أنّ الفقر فی هذه الروایات لا یقتصر على الفقر الاقتصادی، بل یشمل الفقر العلمی. فالفرد الکسول والعاجز لا یبلغ شیئاً فی مسیرة العلم.


1 . بحار الأنوار، ج 73، ص 52.

 

42 حصیلة اقتران الکسل بالعجز 43 حساب النفس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma