وردت عدة أحادیث بشأن خصائص المؤمنین تبیّن کل منها من زاویة شخصیة المؤمن. والروایة المذکورة تضمنت تسع صفات من صفات المؤمن الحق، تشیر بعضها إلى أخلاق المؤمن الفردیة وبعضها الآخر تتعلق بالأخلاق الجماعیة وکیفیة تعامله مع المجتمع. وتشیر فی البدایة إلى الصفات الفردیة.
1 و 2. «المؤمن وقور عند الهزائز، ثبوت عند المکاره» هزائز من مادة هزّة بمعنى الحوادث الصعبة ولهذه الکلمة مفهوم واسع. وهذه الحوادث ربّما تکون مصائب أو هجمات الأعداء وربّما الأمراض المستعصیة وکذلک الزلازل والعواصف الکاسحة. والمؤمن کالجبل الشامخ إزاء کل هذه الحوادث. والمؤمن بمعونة إیمانه لا یفقد توازنه إزاء العواصف، بل یتغلب علیها بوقار ودون اضطراب.
3. «صبور عند البلاء» فهو لا یجزع ویختل توازنه حین البلاء والحوادث الألیمة التی تصیب کل إنسان، بل یعتمد الصبر لیوفق فی الإمتحان الإلهی.
4. «شکور عند الرخاء» کما لا یختل صبر المؤمن عند المصیبة والبلاء، فإنّ زیادة النعمة لا تنسیه ذکر الله المنعم علیه بهذه النعم، بل یذکرالله أیّام الرخاء ویشکره على نعمه. والمؤمن لا یقتصر شکره على اللسان بل یتعداه إلى العمل، فهو لا یستغل هذه النعم سوى فی مسار رضى الله.
5. «قانع بما رزقه الله» المؤمن قانع بما عنده وثمرة القناعة الإستقرار. ولهذا فهو یعیش حیاة مستقرة بمعیشة بسیطة، بینما لیس هناک من استقرار لبعض الأفراد الذین یمتلکون القصور والثروات. ثم أشار فی ذیل الروایة إلى أربع خصائص اجتماعیة هی: أنّه لا یظلم أحد حتى الأعداء، ولا یتحامل على الأصدقاء ولا یتعمّد إثارة المشاکل، ولذلک فالناس جمیعاً فی راحة منه، وإن عانى هو من بعض المشاکل.
اللهم أعنا لأن نکون مصداقاً بارزاً لهذه الصفات.