للإحسان تأثیران; تأثیر فی المحسن وتأثیر فی المحسن إلیه، والتأثیر على المحسن یفوق نظیره على المحسن إلیه (خلافاً للمتصور عادة ومن هنا اقترن الإحسان فی أغلب الموارد بالمن والأذى). والجدیر ذکره أنّ القرآن عبر عن الزکاة التی تعد نوعاً من الإحسان «تطهرهم» و«تزکیهم»(1); أی أنّ الإحسان یؤدی إلى طهارة وتزکیة المحسن ویسهم فی تعالیه الخلقی وزوال الصفات الذمیمة والرذائل. والشاهد على ذلک ما ورد فی الروایة من أنّ الصدقة تقع بید الله قبل أن تصل الفقیر.(2) کما تدل على ذلک آیة الإنفاق(3) حیث یؤدی الإنفاق إلى سمّو وتکامل المنفق. النقطة الأخیرة أنّ الإحسان لا یختزن الطهارة الفردیة فحسب، بل یؤدّی إلى الطهارة الاجتماعیة; لأنّ أحد أهم عوامل المعاصی الاجتماعیة هو الفقر، فإنّ طوی الفقر فی ظلّ الإحسان طهر المجتمع.