السؤال: الغفلة نعمة أم بلاء؟
الجواب: الغفلة من جانب تُعدّ من النعم الإلهیّة; لأنّ الحیاة متعذرة دون الغفلة. فتصور الأسرة التی تفقد ولدها العزیز، فلو تواصل حزنها وألمها زمناً طویلاً على فقد ولدها لتکدّرت حیاتها وأصبحت جحیماً، ولکن سرعان ماتطرح على هذه المصیبة حجب الغفلة بصفتها نعمة إلهیة لینسوها شیئاً فشیئاً. وهکذا فی سائر المشاکل، کالغدر والخیانة والضرر والخسارة والهزیمة وما شابه ذلک فإنّ الغفلة تساعد الإنسان فی ذلک. وهذا ما أشار إلیه الإمام الصادق(علیه السلام) فی توحید المفضل(1).
طبعاًإن خرجت هذه النعمة الإلهیّة من حالة الإعتدال لتحولت إلى بلاء; فالنسیم نعمة; لأنّه یغیّر وضع الهواء من مکان لآخر ویقضی على السموم ویلقح الأزهار ویثمر ویورق الأشجار، لکنّه إن خرج من الإعتدال وتحول إلى عاصفة لأصبح مصیبة کبرى. وعلیه فالنسیم بصورته المعتدلة نعمة وإن خرج من حده فهو بلاء. والغفلة کذلک. فإن غفل الإنسان عن خاتمة الحیاة والموت والله والمعاد کان شقیاً وقد یقود إلى أضرار لا یمکن تلافیها; کأن یغفل الإنسان حتى أواخر حیاته ولا یفیق من هذه الغفلة سوى بالموت حیث لا مجال لتدارک ما مضى.