الإنسان عرضة فی هذه الدنیا لهجوم أنواع البلایا والآفات من الناحیة البدنیة وکذلک الناحیة الروحیة. وقد زود الله الإنسان بوسیلة دفاعیة فی جسمه لدفع المکروبات ولولا هذه الوسیلة لما عمر من شیء. ومرض الایدز هدیة عصرنا الراهن للأسف تقضی على قوّة الجسم الدفاعیة وتقتل کریات الدم البیض کما خلق قوّة دفاعیة على صعید المسائل الروحیة والأخلاقیة للحیلولة دون الأمراض والتی تتمثل بالتقوى; والإنسان عدیم التقوى کالمصاب بالایدز! وتتضح من الروایة المذکورة نقطتان بالإضافة إلى التشبیه الجمیل الذی مرّ معنى شرحه الأول یتضح أنّ التقوى هی القوّة الدفاعیة الباطنیة، والتقوى هی العدالة والعدالة هی التقوى، وإن بلغت التقوى مراحلها الرفیعة فهی العصمة. النقطة
الثانیة أنّ التقوى أفضل سبیل لمواجهة الغزو الثقافی لأعداء الإسلام. فإننا لا نستطیع أن نطهر المجتمع من جمیع المکروبات لحفظ صحتنا، لکننا نقدر أن نقوی قوّة بدننا الدفاعیة. والأمر کذلک بالنسبة للروح وإن تعذر تطهیر المجتمع من جمیع الصفات الرذیلة وهجوم الأعداء على القیم، إلاّ أنّه یمکن تقویة التقوى فی الباطن ومواجهتها بهذه الوسیلة.