صنّف أمیرالمؤمنین(علیه السلام) الناس إلى صنفین:
1. صنف ابتاع نفسه فحرّرها.
2. صنف باع نفسه فحبسها.
ولمزید من إیضاح مضمون هذا الحدیث لابدّ من شرح مختصر حول الشراء والتحرر. فقد شبهت نفس الإنسان بالغلام المملوک لغیره، والإنسان الحر من یشتری نفسه ویحررها. وبعبارة أخرى الإنسان أسیر; أحیاناً أسیر الشهوات وأخرى أسیر المنصب والمقام وتارة أسیر المرأة والولد وأخرى أسیر الخیال والوهم، وعلیه أن یحرر نفسه من هذا الأسر، لا أن یبیع نفسه إزاء ذلک ویربط نفسه بأغلالها.
سؤال: لم یبیع بعض الناس أنفسهم؟
الجواب: هذا البعض إمّا لا یعرف قیمة نفسه ولا یدری أن قیمته واستعداده على درجة ربّما تفوق الملائکة ویصبح إمامهم(1) وأبعد من ذلک خلیفة الله فی الأرض. وعلیه فمن باع نفسه من لا یعرف قیمته ولم یقف على مقداره الثمین، أو أنّه لا یعرف تفاهة الثمن المقابل لنفسه ومتاعه; على سبیل المثال الشخص الذی یبیع کرامته بالهوى والهوس إمّا لا یعرف ثمن کرامة النفس أو لم یدرک تفاهة الهوى والهوس. قال الإمام علی(علیه السلام): «لیس لأنفسکم ثمن إلاّ الجنّة فلا تبیعوها إلاّ بها».(2)
وطبق هذه الروایة فإنّ بضاعة وجود الإنسان فی هذا العالم الواسع لیس لها سوى مشتر مناسب وثمن ممّاثل وهو الله تعالى الذی یدفع إزائها جنّته ورضاه.
والخلاصة لیس هنالک من یخرج من هذین الصنفین وعلینا أن نرى لأی صنف ننتمی.