لم یکن علماء الأخلاق آنذاک حین تلا علی(علیه السلام) هذا الحدیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله); لکنهم یقولون الآن إّن أعظم وأغلب الذنوب بواسطة اللسان. وقد ذهب بعض علماء الأخلاق إلى أنّ عدد الکبائر أکثر من عشرین، بینما أحصینا 30 کبیرة فی کتابنا الأخلاق فی القرآن(1) وهی الذنوب التی اعتبرها البعض أشد من الزنا.(2)
أیّها القراء الأعزاء! لا یبلغ الإنسان شیئاً ما لم یستقم اللسان. ذلک لأنّ اللسان أداة ووسیلة لدى الإنسان على الدوام; أمّا سائر وسائل الذنب فلیست حاضرة دائماً للإنسان. والأسوأ من ذلک ما یؤسف له أن قبح ذنوب اللسان قلّلت وأزیلت فی بعض المواقع. فلو فرش أحدهم والعیاذ بالله بساط قمار فی مسجد لاعترض علیه الجمیع، أمّا إن اغتاب أحداً وهذا أسوأ من القمار، قَلَّ من یعترض علیه. وعلیه لابدّ أن نراقب ألسنتنا سیما حین الغضب والحسد وبروز المصاعب والمصائب، فإصلاح اللسان إحدى خطوات السیر والسلوک ومقدمة لإصلاح القلب.