إنّ الأفراد الذین یتصدون للزعامة والقیادة والادارة سواء فی منظومة کبیرة کالدولة أو صغیرة کالأسرة فإنّهم یرغبون بأن یصغی إلیهم من دونهم ویمتشل أوامرهم. وقد وردت عدّة أبحاث فی علوم النفس والتحقیق بشأن التسلل الى الآخرین; إلاّ أن لأغلبها بعد متضع. لکننا نرى أطروحات رائعة فی التعالیم الإسلامیة بهذا الخصوص تنسجم مع طبیعة الإنسان وفطرته. والروایة المذکورة تشیر إلى هذا المطلب; فقد کان معنى کلامه(علیه السلام) فی القسم الأول من الروایة: «علِّم نفسک قبل تعلیم الآخرین» أی إبدأ بتهذیب نفسک لتوفق فی التغییر، فالطبیب المریض الذی لا یعالج نفسه سوف لن یوفق إن بادر لعلاج الآخرین ویصبح مصداقاً للمثل المعروف «طبیب یداوی الناس وهو علیل».(1) ثم کان معنى کلامه (علیه السلام) فی
الشق الثانی: من الروایة «علیک تأدیب الناس بسلوکک وأخلاقک قبل تأدیبهم بلسانک» أی علیک بالتأدیب العملی، على غرار ما کان علیه أولیاء الله. فوعظ العالم غیر العامل أشبه بالسخریة! ومن هنا ورد تشبیه رائع فی الروایات للعالم غیر العامل(2).