(السؤال 307): الرجاء بیان أهمیة الإعتکاف وخاصة لجیل الشبّان؟
الجواب: إنّ الإنسان یعیش فی أجواء زاخرة بالجواذب المادیة والدنیویة التی من شأنها اضفاء الصدأ والرین على قلب الإنسان، وهو صدأ الغفلة والبعد عن الله تعالى، فلو لم یتحرک الإنسان لازالته وتطهیر قلبه بواسطة العبادة والمناجاة، فربّما یخسر عنصر المعنویة والروحانیة فی وجوده وروحه. وتمثّل الروایات الإسلامیة الصلاة بالنهر الذی یغسل فیه الإنسان نفسه کل یوم خمس مرات، وفی هذا إشارة إلى هذه الحقیقة. ومن بین العبادات یختص «الاعتکاف» بمیزة خاصة، فهو یشبه من جهات متعددة مراسم الحج والاحرام حیث یسوق الإنسان إلى عالم زاخر بالمعنویة والروحانیة ویجعله یعیش فی أجواء المسجد الجامع لمدّة ثلاثة أیّام مع الصوم والعبادة وتهذیب النفس وعدم التفکیر بغیر الله تعالى ممّا یخلق فی روحه تحولاً عظیماً وبالتالی یمنحه الصفاء والنوارنیة التی لا مثیل لها. ونشاهد بحمد الله فی السنوات الأخیرة أنّ جیل الشبّان وخاصة طلاّب الجامعات الأعزاء یستقبلون الإعتکاف استقبالاً جیداً ویجدون فیه لذّة هذه العبادة الروحانیة، ونحن نبارک لهم هذا الالتزام العظیم بالإعتکاف، ونرجو من شبابنا الأعزاء ولا سیما طلاّب الجامعات الاهتمام بهذه العبادة المؤثرة للقرب من الله تعالى وأن یکونوا طلیعة فی هذا الأمر وقدوة للآخرین لینتفعوا من ثماره المعنویة بشکل کامل.
